8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مشاورات لتحديد موعد زيارة صلوخ لواشنطن

يمكن القول، استناداً الى مصادر ديبلوماسية مهمة، ان الصفحة الجديدة في العلاقات اللبنانية ـ الأميركية، قد بدأ فتحها، وبدا ذلك بالدعوة الرسمية التي تلقاها وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لزيارة واشنطن، ونقلها اليه أمس السفير الأميركي جيفري فيلتمان، بُعَيد زيارتها بيروت.
وتشير المصادر الى ان صلوخ سيلبي الدعوة، وان مزيداً من الاتصالات الديبلوماسية بين البلدين ستؤدي الى بلورة موعدها، بعد اتمام المشاورات بين أركان الحكم اللبناني حول التاريخ الأفضل للزيارة والمواضيع التي سيطرحها الجانب اللبناني هناك.
وتمثل هذه الدعوة مؤشرات الى ما يأتي:
ـ عودة العلاقات بين واشنطن وبيروت الى طبيعتها، بعدما شابتها تعقيدات طاولت مواضيع البحث، والبروتوكولات على السواء، وكذلك عَقد اللقاءات إذ لم تكن أجندة المسؤولين الأميركيين تتسع لمواعيد المسؤولين اللبنانيين.
يسعى الأميركيون الى ان تفتح الصفحة الجديدة، ضمن نظرتهم وثوابتهم، أي القرار 1559، وانجاز الاصلاحات السياسية والاقتصادية والادارية والانتخابية في لبنان. بحيث كانت زيارة رايس الى بيروت الاعلان الأميركي لوجه السياسة الأميركية في لبنان وللمطالب الأساسية التي يؤمل أن تتحقق. أما عن تجاهل البيان الوزاري للقرار 1559، فإما يعني رداً صريحاً على هذه المطالب، أي أن عدم الرد هو رد بحد ذاته، أو انه يعني ان الرد سيكون عبر تصريحات رئيس مجلس الوزراء، لا عبر البيان، بحيث ان الرد قد يتبلور في الواقع على الأرض، حيث ينتظر ذلك الأميركيون، لكن من دون اعلان التزام رسمي بذلك، على غرار التعاطي حيال المواضيع الحساسة داخلياً، وتفضيل العودة الى الطائف عند الالتباس. الا ان ما يعني الأميركيين هو التنفيذ، ووفق فترة زمنية معقولة.
ـ ان ثمة استبعاداً الان للضغوط الأميركية على لبنان ان لم يتم التنفيذ الفوري لما تبقى من بنود القرار 1559. ومن المبكر لأوانه الحديث عن ضغوط كتلك التي رافقت مرحلة ما قبل الانسحاب السوري من لبنان من أجل تحقيق ذلك. لذا فإن الدعوات الرسمية للقيام بزيارات بين البلدين من شأنها ان تمثل الضغط لكن باللين الديبلوماسي الذي يحمل مضامين التعاون والحوار والتفاعل وليس أسلوب الاملاء أو الضغط السلبي.
ـ ان الغاية بالنسبة الى الأميركيين، هي استكمال تنفيذ القرار 1559، وانجاز الاصلاحات. وبالقدر الذي تكون لدى لبنان نية في تحقيق ذلك والانخراط العملي في هذه العملية، فإن ذلك يُعجّل في عقد مؤتمر لمساعدة لبنان، إما في باريس أو في أوروبا، أو الولايات المتحدة، أو بيروت أيضاً.
وفي هذا الاطار، علمت "المستقبل" ان نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى أليزابيت تشيني وهي منسقة برنامج نشر الديموقراطية في "الشرق الأوسع وشمال إفريقيا"، ستزور بيروت بعد نيل الحكومة الجديدة الثقة، لإظهار الدعم الأميركي الكامل للبنان في المرحلة المقبلة، والتعرف الى أولويات الحكومة حيال كل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
يذكر ان تشيني أدت دوراً أساسياً في النشاطات الأميركية في دول المنطقة في حقوق المرأة والديموقراطية وحفز المشاريع المتوسطة للأفراد في اطار خطط التنمية والتطوير.
ـ ان الادارة الأميركية استطاعت أن تتعامل والواقع اللبناني، في تعاملها مجدداً مع رئيس الجمهورية اميل لحود، التي تعتبر ان وجوده يعبّر عن رغبة داخلية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00