8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

زيارة رايس مدخل لحوار لبناني ـ أميركي جدّي ولبرنامج للحكومة حول التزاماتها الدولية

تؤكد الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى لبنان أمس، وطبيعة اللقاءات التي عقدتها على ان الإدارة الأميركية تولي الوضع اللبناني اهتماماً مباشراً حان الوقت لتعميقه وبلورته استناداً إلى مصادر ديبلوماسية عليمة.
وتؤكد هذه المصادر أيضاً ان حواراً لبنانياً ـ أميركياً سيفتح بصورة جدية نتيجة لهذه الزيارة خلافاً لطبيعة الحوار الذي كان سائداً خلال المرحلة السابقة ولم يؤدّ إلى أيّ مكان، وعليه فإن رايس حملت إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة قوية، مفادها ان على لبنان تحديد طريقته في تنفيذ القرار 1559 في البنود المتبقية ولا سيما نزع أسلحة الميليشيات ونشر الجيش في الجنوب والعلاقات مع سوريا، وعليه تحديد ذلك بسرعة. وانطلاقاً من هذا الموضوع، رغبت رايس في معرفة برنامج الحكومة اللبنانية تجاه التزاماتها الدولية، وحيال القرار 1559 تحديداً ولا تمانع رايس في ان يكون هناك برنامج لبناني يطبق على مراحل حيال استكمال تنفيذ القرار 1559.
لكن الإدارة الأميركية لا ترغب استناداً إلى المصادر، في الاستمرار في الاستماع إلى مواقف فيها الحجج والمماطلة وتمرير الوقت، وباتت الإدارة الأميركية تتطلب من لبنان موقفاً جدياً وسريعاً حيال ذلك بعدما كانت أمهلت لبنان طوال الأشهر القليلة الماضية حيث مرّ في ظروف صعبة من الزلزال الذي هزّ البلاد عبر الانفجار الذي أودى بحياة الرئيس رفيق الحريري، ومن ثم التحرك الحرّ الذي ساد المجتمع، مروراً بمرحلة الانتخابات النيابية، ومن ثم تشكيل حكومة جديدة، حيث اعتبرت انها لن تقوم بضغط خلال تلك الفترة من أجل هذه القضية، لكن الآن حان وقت الجدية في التنفيذ.
وتقول المصادر ان رايس أعربت عن استعداد الإدارة الأميركية ليس فقط المساهمة في الدعم الاعماري والاقتصادي للبنان في ضوء مواقفه من التنفيذ الجدّي للقرار، بل أيضاً في المساهمة في مساعدة لبنان للخروج من معضلة الدين العام التي يعاني بسببها، فضلاً عن الاستعداد الأميركي لتقديم مساعدات فورية إلى منطقة الجنوب اللبناني. وهذا الاستعداد كان محور الرسالة التي كان يعد مساعد الوزيرة رايس لشؤون الشرق الأوسط دايفيد دلشي لحملها إلى بيروت اثر زيارة نائبه اليزابيت ديبل الأخيرة للبنان، والتي لم تتم، وحصلت خلال زيارة رايس إليه.
إذاً تطلب واشنطن من بيروت التزاماً واضحاً بتحقيق استكمال بنود القرار 1559، وهي تدرك تماماً ان نزع التسلح لن يكون بالقوة ـ وهي فكرة باتت من المسلمات لدى الإدارة ـ بل بالحوار بين الحكومة و"حزب الله".
وتشير المصادر إلى انه على الرغم من اعلان استمرار واشنطن في مقاطعة وزير "حزب الله" في الحكومة، فإن الولايات المتحدة ترصد مسألة مشاركة الحزب في السلطة التنفيذية وهي مرتاحة لهذه المشاركة، وتراقب من كثب التطورات اللبنانية إذ إن واشنطن لاحظت ان الانتخابات النيابية التي جرت من دون تدخل سوري، أعطت الحزب عدداً مهماً من المقاعد في المجلس النيابي خلافاً للتصور الذي لم يكن ليقدر للحزب أكثر من نائب أو اثنين، الأمر الذي أكد للإدارة ان لدى الحزب مكانة واحتراماً وهيبة وشعبية، واعتبارهم له انه ارهابي بحسب قولهم، لأنه استهدف أميركيين، إلا ان النظرة حول تجريده من السلاح تبدو انها تميل إلى الهدوء والعقلانية.
وفي الوقت عينه حملت رايس رسالة تشجيع ودعم أميركي للمسار التغييري الذي شهده لبنان خلال الأشهر القليلة الماضية، وأعربت عن ارتياح الإدارة الأميركية له لأنه جذري، على اعتبار ان الإدارة ترغب في حصول تغييرات في بعض الدول عبر خطوات تنفيس الاحتقان الداخلي فيها من دون سفك دماء، ومن دون العودة إلى تجربة العراق، ودون دورات الحروب الداخلية والعنف. وترى ان أكثر من 47 في المئة من المجلس النيابي اللبناني قد تجدّد، وكل ذلك يدعو إلى الارتياح والتشجيع لأن تكمل الحكومة الحالية برئاسة فؤاد السنيورة المسار التغييري.
وتتوقع المصادر ان يبدأ حوار لبناني ـ أميركي تقوم به عن الجانب اللبناني حكومة السنيورة في نقاش مع الإدارة الأميركية على كل الصعد السياسية والاقتصادية، والثقافية، على ان تقوم الديبلوماسية اللبنانية بدور فاعل في هذه العملية بعدما حالت معوقات سابقة دون قيامها بالدور المطلوب منها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00