8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

تريّث لبناني في رفع مستوى التمثيل بعد استهداف الديبلوماسيين في العراق

ما هو موقف لبنان من تعرّض الديبلوماسيين العاملين في العراق لخطر القتل أو الخطف؟ وهل لا يزال لبنان في وارد رفع مستوى تمثيله الديبلوماسي من قائم بالأعمال إلى مستوى سفير، ولاسيما ان هذا الميل برز بعد المؤتمر الدولي حول العراق الذي عُقد في بروكسيل قبل أسبوعين، بتشجيع الدول خصوصاً العربية منها، على إرسال سفراء لها إلى العراق، فبادر كل من الاردن ومصر إلى إيفاد سفيرين، وتبعتهما سوريا التي تعتزم افتتاح سفارة لها هناك.
تقول مصادر ديبلوماسية بارزة ان لبنان لا يمانع أساساً في إرسال سفير يمثّله في العراق، أي رفع مستوى تمثيله إلى سفير. ولكن ما كان يعوق هذه الخطوة هو أولاً ضرورة توافر حكومة شرعية عراقية، وإنهاء الاحتلال، والاستقرار التام في الوضع الأمني، بعد استهداف العديد من اللبنانيين والعرب في العراق. وحين عقد المؤتمر حول العراق، برز توجه دولي إلى ضرورة تعزيز العلاقات الدولية والديبلوماسية مع بغداد، ولم يكن لبنان ممانعاً في ذلك، بل على النقيض، فإنه يرى العراق بلداً شقيقاً، ولا يتردد في القيام بأي خطوة تجسّد هذه الصلة. ولكن ما ان مرّ أسبوعان على انعقاد هذا المؤتمر، حتى قُتل السفير المصري ايهاب الشريف، بُعَيد إرساله إلى العراق.
وحيال الاجراءات التي اتخذتها دول عربية عدة بأن تكون بعثاتها إلى العراق، في الاردن، تعتقد المصادر ان السبب الأمني، عدا غيره من الأسباب السياسية المتعلقة باتضاح الأوضاع العراقية وشرعنتها، هو العامل الأبرز وراء تأجيل لبنان رفع مستوى تمثيله، على أساس استهداف المدنيين والاضطرابات الأمنية، فكيف تكون الحال وقد بوشر استهداف السفراء المعتمدين في العراق؟ وهذا لا يشجع لبنان على إرسال سفير، مع انه قرر قبل هذه التطورات، ان يرسله نهاية السنة الجارية، بعد ان يكون العراق قد انتهى من استحقاقات عدة أبرزها:
ـ وضع دستوره الجديد ومباشرة تطبيقه.
ـ انتخاب حكومة عراقية ثابتة وشرعية آخر السنة الجارية يتوافق عليها مختلف الأطراف والأطياف العراقية.
ـ الرهان في ضوء ذلك على حصول استقرار أمني، فتتكثف الاتصالات الدولية مع أكثر من طرف معنيّ لاحراز تقدم في هذا المضمار يؤدي إلى استقرار امني في العراق، على أساس ان التوجه السياسي ـ الديبلوماسي في اتجاه جعل العراق بلداً يتمتع بحركة دولية، لا يكفي وحده، بل ان العمل لاستقراره الأمني هو القضية المهمة لجذب التمثيل الديبلوماسي الرفيع، كما الاستثمارات وحركة التبادل على أنواعها معه.
لذا، قد يعيد استهداف الديبلوماسيين في العراق، مسألة إرسال سفراء إلى نقطة الصفر. ويرى لبنان، استناداً إلى المصادر، ان سفارته مفتوحة في العراق ولم ينقطع التمثيل الديبلوماسي بينه وبين العراق، نتيجة للحرب عليه وما خلّفته، وان السفارة تقوم بمسؤولياتها عبر القائم بالأعمال حسن حجازي.
يذكر ان الحماية الأمنية للسفارة اللبنانية في بغداد قد عُززت بعد اتصالات لبنانية ـ عراقية بشأنها، وان لبنان لا ينوي إقفال السفارة في بغداد من جراء الوضع الراهن.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00