تميزت زيارة نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط اليزابيت ديبل الأولى، لبيروت ولقاءاتها أمس، ولا سيما مع الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين بالوكالة مدير الشؤون السياسية السفير بطرس عساكر، باستكمال الحوار الأميركي ـ اللبناني الدائر حول شتى المواضيع المطروحة خصوصاً ما هو مطلوب حيال تنفيذ القرار الدولي 1559، وتقديم المساعدة للبنان. ونقلت ديبل اهتماماً أميركياً لتأليف الحكومة اللبنانية سريعا.
واستناداً الى مصادر عليمة، ابلغت ديبل المسؤولين ان نائب وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش سيزور بيروت الأسبوع المقبل، زيارة مخصصة للبنان، ليست ضمن جولة في المنطقة، اي ان لها دالات كبيرة إلى عزم واشنطن على دفع العلاقات اللبنانية ـ الأميركية قدُماً، وعلى تبادل الأفكار بين البلدين على أعلى المستويات حول القضايا اللبنانية المطروحة، من استكمال تنفيذ بنود القرار 1559، الى مساعدة لبنان اقتصادياً، الى تقويم التحولات الداخلية اللبنانية بعد تحقيق الانسحاب السوري العسكري من لبنان، الوارد في القرار المذكور.
إلا ان مصادر غربية رأت ان الثوابت اللبنانية التي أعيد شرحها لديبل، بشأن تنفيذ القرار 1559، وتمسك لبنان باحترام قرارات الشرعية الدولية آخذا في الحسبان ضرورات مصلحته وتوافقه الداخلي واستقراره الأمني، وأن "حزب الله" مقاومة، هذه الثوابت، أدت الى تساؤلات حول أسباب عدم التقدم في الموقف اللبناني من القضايا المطروحة، وتلك التي ستطرح بطريقة أكثر جدية بعد الانتهاء من تأليف الحكومة العتيدة ونيلها الثقة.
ولفتت المصادر الى انه كان على لبنان الافادة من وجود مسؤولة أميركية في هذا المستوى، للمضي بالمناقشات قدُما، ولجعلها تسجل انطباعاً تنقله الى الإدارة الأميركية عن بدء استعادة لبنان حريته في التعبير عن مواقفه، تجسيدا للواقع الجديد وللصفحة الجديدة التي بدأت تفتح في تاريخه، وخصوصاً ان ديبل عبّرت عن موقف بلادها القاضي برغبتها في الاستماع الى مواقف جديدة تصدر عن لبنان، كي يصار الى التعاطي الجادّ في موضوع مساعدته الدولية الاقتصادية، ان كان الجديد في المقاربات السياسية أو تقديم برامج الإصلاح السياسي أي قانون الانتخاب، أو الاقتصادي أو الإداري.
إلا ان لبنان، استناداً الى المصادر العليمة، أبدى استعداده لأن يتعاون مع الولايات المتحدة ولتحسين آفاقه، وإجراء حوار دائم ومستمر في شتى القضايا المطروحة، وضمنها القرار 1559، الذي هو موضوع حوار داخلي لبناني، وفي مسألة الإصلاح التي ستأخذها حكومته الجديدة على عاتقها، خصوصاً ان المباحثات مع ديبل تركزت على استكشاف أفضل الطرق لايجاد حلول، لكل الأمور العالقة التي تختلف حولها وجهات النظر ومنها القرار 1559.
وأبلِغتْ شكر لبنان لبلادها مساعداتها السنوية له، وهي 35 مليون دولار أميركي. وقد أقر مجلس النواب الأميركي أخيراً زيادة عليها لسنة 2005 بمقدار 5 ملايين دولار، فصارت 40 مليوناً. وكذلك شكره لأية مساعدات في المستقبل.
وأوضحت مصادر غربية ان ديبل عبّرت عن امتعاض بلادها مما حدث في الجنوب الأسبوع الماضي، واعتبرت ان "حزب الله" كان يخطط لخطف جنود إسرائيليين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.