كشفت مصادر ديبلوماسية بارزة لـ "المستقبل" ان قرار اقامة تمثيل ديبلوماسي رسمي بين لبنان وسوريا اتخذ على اعلى مستوى، يتبلور لاحقا بالسعي الجاد الى فتح سفارة لكل دولة لدى الاخرى. بعد تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة المرتقبة اثر انتهاء الانتخابات النيابية في النصف الثاني من حزيران المقبل.
وأوضحت المصادر ان البحث جار بين البلدين لاقامة التبادل الديبلوماسي المنشود، الذي بات كل من لبنان وسوريا على اقتناع تام بضرورته، في اقرب فرصة. اذ بذلك تكون العلاقات بين البلدين قد سجلت خطوة تاريخية ترتقي الى الاصول القانونية الدولية التي تتعامل على اساسها كل دول العالم في ما بينها.
وتمهد لهذه الخطوة التي ستأخذ طريقها الى التنفيذ، الاشارات التي اطلقتها في السابق سوريا حول هذه المسألة اثناء انسحابها من لبنان. ثم لبنان، خصوصا عبر كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الاسبوع الماضي، وهي اشارات موجهة الى المجتمع الدولي بالقدر نفسه التي هي موجهة الى الداخل اللبناني، ويشار الى ان هذه المسألة كانت في جدول اعمال زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لدمشق.
وأشارت المصادر الى ان اقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا، قضية مطلوبة من كل الاطراف الفاعلة دوليا، واثارتها الولايات المتحدة الاميركية، عبر القنوات الديبلوماسية وخصوصا مع كل من لبنان وسوريا على السواء. وكذلك فعلت فرنسا، فضلا عن الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة لمراقبة تنفيذ القرار 1559. لكن اقامة هذه العلاقات الان طبيعية وعن اقتناع، ولا سيما ان الظروف المستجدة، تتطلب من اجل مصلحة البلدين، واعادة ترتيب العلاقات الثنائية وتركيزها على اسس ثابتة، ان تقام علاقات ديبلوماسية على غرار ما تقوم به الدول في ما بينها.
وتلفت المصادر الى ان المطالبة الدولية لكل من لبنان وسوريا باقامة علاقات ديبلوماسية تدرج في اطار بند السيادة والاستقلال التي نص عليه القرار 1559، وخطوة اقامة العلاقات هذه، ستطبق في سياق تنفيذ هذا القرار وروحيته.
وتتوقع المصادر ان يكون اول سفير لبناني الى سوريا مارونيا، نظرا الى الاهمية التي يرتقب ان يوليها الحكم اللبناني المقبل اثر الانتخابات لتوجه البطريرك الماروني مارنصرالله بطرس صفير حول اقامة علاقات متوازنة وجيرة حسنة مع سوريا.
ويشار الى ان سوريا ليس لها مكتب في لبنان، على غرار مكتب لبنان في سوريا القائم منذ عقود من الزمن، حيث فيه مسؤول اداري من وزارة الخارجية وليس ديبلوماسيا، انما من جانب سوريا لا لزوم للتذكير بواقع العلاقات، الذي ساد اثناء 30 عاما على وجود القوات السورية في لبنان.
وترتقب المصادر ان يعتمد البلدان بعد انجاز كل التحضيرات لاقامة هذه العلاقات، اتفاقية لانشاء العلاقات الديبلوماسية بينهما، يتبعها اعلان رسمي في كل من العاصمتين لاقامة هذه العلاقات، ثم يتم فتح سفارتين في كلا البلدين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.