يستقبل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان مساء اليوم في نيويورك رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين محمود حمود، لبحث كل المواضيع المتصلة بالعلاقة بين لبنان والمنظمة الدولية.
وأفادت مصادر ديبلوماسية غير لبنانية ان هذا اللقاء يعني بدء التشاور الرسمي بين انان والحكومة اللبنانية بعد إنشاء لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بموجب القرار الدولي 1595، في حين كان لبنان في الأساس ينتظر اتصالاً من أنان في هذا الشأن، لكن الاهتمام الذي أبداه ميقاتي بزيارة أنان، جعل اللقاء محطة أولى في التشاور المباشر بين الطرفين، وقد تكون له انعكاساته الإيجابية على التفاهم بينهما، لمصلحة لبنان من جهة والتشديد على صدقية المنظمة الدولية في تطبيق قراراتها وإعادة تبيان نيّة لبنان في إصراره على التعاون مع الأمم المتحدة، واطلاعها على القضايا التي تهمه وعلى وجهة نظره حيالها.
وأكدت المصادر ان نقاط البحث ستشمل الآتي:
1 ـ مباشرة عمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري في ضوء التقرير الذي قدمه الفريق السباق الذي أوفده انان إلى لبنان الأسبوع الماضي، واتصالات أنان لإنشاء هذه اللجنة واختيار رئيسها، وهذا ما سيتضح بعد اللقاء، إضافة إلى موقف الحكومة من الحماية الأمنية التي ستضمنها لها ولسبل اقامتها في لبنان وتحركاتها، وهل الاتفاق الذي ستوقعه الأمم المتحدة مع لبنان في اطار مذكرة تفاهم أم محضر اجتماع.
ويعزى تأخر أنان في تسمية رئيس اللجنة و أعضائها إلى عدم إيجاد الرئيس الكفيّ والمحايد المناسب، وبعد خطوة التعيين ستتعاون اللجنة مع الحكومة لتثبيت آليات عملها، وستدعم التحقيق الذي تجريه السلطات اللبنانية، استناداً إلى المصادر.
2 ـ لجنة التحقق من الانسحاب السوري ونتيجة أعمالها، في ضوء البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن والذي لا يزال في أبعاد مضمونه يطالب لبنان وسوريا بمزيد من التعاون لانجاز شامل وكامل للانسحاب السوري من لبنان بما يعني النفوذ السياسي السوري.
يشار إلى ان اللجنة تركز في عملها على المراقبة الميدانية وعلى شهادات أشخاص لديهم معلومات، وسيستطلع ميقاتي من أنان مستقبل دور الأمم المتحدة في بند الانسحاب السوري الوارد في القرار 1559 والاتجاه الدولي في هذا الشأن، وليس مستبعدا تداول الترتيب الجديد للعلاقات اللبنانية السورية ومسألة إمكان أن تضفي اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين الانطباع المتوازن على هذه العلاقات.
3 ـ متابعة مسألة تنفيذ القرار 1559 تنفيذا كاملا، ولاسيما مسألتي "حزب الله" والسلاح الفلسطيني. وفي مسألة "حزب الله" سيسعى ميقاتي إلى معرفة ما إذا كان صحيحاً ما يُتداوَل في الكواليس الديبلوماسية عن تحضيرات دولية ما تتناول "حزب الله" عبر مجلس الأمن، وما إذا كانت ثمة ضغوط مستجدة في هذا الاطار. وسيشرح ميقاتي موقف لبنان حكومةً وقوىً فاعلة على الأرض من الحزب ودوره واندماجه في الحركة السياسية، ثم هناك ملف السلاح الفلسطيني الذي هو على قدر لا يستهان به من التعقيد.
4 ـ تقويم التطورات اللبنانية بعد ما تحقق من انسحاب سوري تطبيقاً للقرار 1559، والمواقف الدولية في هذه الخطوة، والتوافق على اهمية تعزيز الديموقراطية في لبنان واجراء الانتخابات التشريعية في موعدها، وبعد التوصل إلى قانون انتخابي توافقي، والطلب الذي يحمله لبنان إلى الأمم المتحدة حول إرسال مراقبين دوليين للانتخابات النيابية، وتقديم المساعدة التقنية.
وسيتطرق البحث أيضاً إلى دور اللبنانيين في ما بينهم وعبر الحوار البناء، في تطوير مستقبلهم السياسي، وتحديد أولوياتهم الاقتصادية وعلى تعزيز دور الجيش اللبناني، تسهيلا لمساعدة لبنان الدولية، وأن أفضل ما يقوم به لبنان بعد إنجاز الانتخابات هو تحديد حاجاته في كل الميادين وإرسال إشارة بشأنها إلى الأمم المتحدة لكي تكون الأساس في تعاطي الدول مع لبنان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.