لم تستبعد مصادر ديبلوماسية بارزة، أن يكون سبب إرجاء الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تقديم تقريره حول تنفيذ القرار 1559، الى 26 نيسان الجاري بدل 19 منه، أي لمدة أسبوع، يعود الى توافر معطيات عدة تؤكد أن موعد الانسحاب السوري الكامل من لبنان، يتوقع أن ينجز نهاية الأسبوع الحالي، أي قبل الثلاثين من نيسان بحسب الموعد الذي سلّم للمنظمة الدولية رسمياً.
وهذا يعني أن أنان قد أرجأ تقديم التقرير أسبوعاً في مقابل أن تسرّع سوريا إنجاز انسحاب جيشها أسبوعاً أيضاً.
وتقول الأوساط إن إرجاء التقرير أسبوعاً، في حال عدم إنجاز الانسحاب بالكامل، لا يؤثر في مضمونه، لكن كوفي أنان يرغب أن يتضمن تقريره التأكد من حصول الانسحاب قبل 26 الجاري.
ولاحظت المصادر أن لبنان كان يجهل، في قنواته الديبلوماسية، قرار إرجاء إصدار التقرير الذي اتخذ في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس، بل كان في أجواء تلمح الى إمكان حصول ذلك.
وكانت الساعات الأخيرة شهدت مشاورات دولية مكثّفة تناولت موعد تقديم التقرير، حيث آثر أنان إرجاءه، وعدم التعاطي مع مسألة الانسحاب السوري من لبنان كطرف بل كمشجع للتعاون، في حين أنه لدى مراجعة كل من واشنطن وباريس في الأمر أبلغتا أنهما تفضلان عدم الإرجاء.
وتتوقع المصادر أن تقوم سوريا بإبلاغ مجلس الأمن الدولي عبر وثيقة رسمية أنها نفّذت الانسحاب من لبنان، ولم يتضح بعد ما إذا سيقوم لبنان أيضاً بإبلاغ الأمم المتحدة بهذه المسألة، علماً أن لبنان، كما عُلم، كان طلب سابقاً بعد انتهاء اجتماعات المجلس الأعلى اللبناني السوري التي أقرّت الانسحاب وخطواته وآليته، أن تُسجل الأمم المتحدة ومجلس الأمن مقررات المجلس الأعلى كوثيقة رسمية.
ومن المرتقب أن يحضر فريق خبراء متخصص تابع للموفد الأممي تيري رود لارسن الى لبنان خلال الأيام المقبلة لإجراء عملية التأكد من الانسحاب السوري من لبنان بالكامل، وستبلغ نتيجة التأكد من جانب الأمم المتحدة الى السلطات اللبنانية. وستعلن الأمم المتحدة تأكدها من الانسحاب ويعتبر ذلك بمثابة شهادة نهائية في شأن حصول الانسحاب الكامل.
ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الدولي التقرير نهاية الشهر الجاري، واستصدار بيان حول ذلك.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.