ما هي المعاني التي يحملها وجود مساعد نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير دايفيد ساترفيلد في بيروت، في الوقت الذي سيغيب فيه السفير الأميركي جيفري فيلتمان عن مركز عمله لثلاثة أسابيع لأسباب خاصة في بلاده؟
تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية ان مهمة ساترفيلد في لبنان لن تكون الحلول محل السفير فيلتمان أثناء غيابه كما أشيع، لأن القائم بالأعمال في السفارة هو الذي يقوم بهذه المهمة، إنما مهمة ساترفيلد الذي سيصل إلى بيروت خلال الساعات المقبلة، هي في المتابعة الأميركية عن كثب للملفات المطروحة للبحث في لبنان نتيجة المباشرة في تنفيذ القرار الدولي 1559، في البند الذي يحمل أولوية دولية وهو بند الانسحاب السوري من لبنان، ذلك ان مواكبة واشنطن الوثيقة لهذه الملفات، ستتناول الإعداد للانتخابات النيابية اللبنانية، حيث الاصرار على اجرائها في موعدها، ونزع سلاح الميليشيات ومراقبة العملية السياسية الداخلية وتطوراتها.
وفي ضوء ذلك تتركز الاهتمامات الأميركية من خلال وجود ساترفيلد على أربع نقاط هي:
ـ دراسة الوضع العام بعيد الانسحاب السوري من لبنان في مرحلته الأولى، والسعي لايجاد حلول لما تبقى من بنود مطروحة في القرار 1559، بعيداً عن أية اهتزازات أمنية، وطرح الأفكار التي تؤدي إلى تحقيق هذه البنود من دون اضطرابات، وهذا ما ينطبق أيضاً على النظرة الأميركية إلى ضرورة أن يتم استكمال الانسحاب السوري من لبنان بطريقة هادئة لا تخلّف وراءها أية خروق للسلم الأهلي.
ـ درس ومراقبة حقيقة قدرة الجيش اللبناني على ضبط الوضع الداخلي اللبناني اثر اكتمال الانسحاب السوري، بعدما تعالت بعض الأصوات التي تشكك بهذه القدرة، إذ ثمة تنسيق أميركي ـ أوروبي حيال فكرة واضحة وهي عدم القبول بحصول أية خروق أو هزّات أمنية لاسيما في هذه المرحلة المهمة.
ـ دراسة الاستعدادات اللبنانية لاجراء الانتخابات لكن ليس بصورة رسمية، خصوصاً بعدما عبَّر لبنان عن عدم قبوله بمراقبين دوليين، فتدخل الدول على خط مراقبة هذه التحضيرات، انطلاقاً بحث أرضيتها، ومن منطلق تقني وليس رسمي، فساترفيلد سيتابع هذه الأرضية بصورة تقنية، والوفد التقني الأوروبي الذي زار لبنان أخيراً، عمل على متابعة أوروبية مماثلة، إذ ان لبنان الذي لا يقبل برقابة رسمية دولية للانتخابات، قد يقبل برقابة دولية غير حكومية عبر جمعيات معينة، وإذا ما رفض ذلك أيضاً، فإن ذلك من الممكن ان يشكل محور ضغط جديد على لبنان بالنسبة إلى الأوروبيين على خلفية اعتبار ذلك خرقاً لاتفاق الشراكة المعقود بين لبنان والاتحاد الأوروبي، ومن الممكن في الوقت عينه ان يشكّل محور ضغط أميركي من خلال دور البنك الدولي في لبنان، وما يمكن ان يحصل من ضغوط اقتصادية مؤثرة.
ـ ان ساترفيلد سيلتقي خلال وجوده في لبنان رؤساء الطوائف الدينية، في نيّة لمتابعة الوضع الداخلي وتطوراته انطلاقاً من الأرضية اللبنانية القائمة على العيش المشترك ومشروع الدولة المتكامل، ومن خلال هذه الاتصالات يتم التمهيد لتنفيذ كامل بنود القرار 1559 من دون اهتزازات أمنية، وسيكون ساترفيلد في بيروت، أثناء صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان حول تنفيذ هذا القرار، وسيواكب بالفعل المراحل الأخيرة، قبل صدوره والذي لا يزال موعده المبدئي في الثالث من نيسان، مع بروز احتمالات لتعديل طفيف على هذا الموعد قد يؤخر صدوره يوماً أو يومين. لكن من غير المحسوم إذا ما كان التأخير سينتظر اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة اللبنانية السورية في السابع من نيسان المقبل، أم لا. لكن بات من المؤكد ان الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ القرار سيكون في بيروت ودمشق في بداية نيسان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.