أوضحت مصادر ديبلوماسية لـ "المستقبل" ان الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن سيعود الى بيروت في شهر آذار المقبل من أجل تحقيق مهمته في وضع مسودة تقرير الأمين العام كوفي أنان حول تنفيذ لبنان وسوريا للقرار 1559، لتقديمه الى مجلس الأمن الدولي في الثالث من نيسان المقبل.
وأشارت المصادر الى أن معاونين للارسن سيزورون بيروت خلال المرحلة الفاصلة عن انجاز التقرير من أجل مساعدة لارسن في اعداده. في حين ان لبنان سلم المبعوث الدولي موقفاً خطياً رسمياً علّه يأخذ حيزاً مهماً في تقرير انان المرتقب، وان يتمكن مجلس الأمن الدولي من البناء عليه في اتخاذ القرار المناسب بعد مناقشته. ويأمل لبنان ان يجسد التعاطي بين لبنان والأمم المتحدة خلال الفترة المقبلة وعلى الدوام "روحية التعاون"، وهي أبرز ما في ايجابيات البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي عقب مناقشة تقرير أنان في تشرين الأول الماضي حول تنفيذ القرار 1559. من هنا التركيز اللبناني على وجود "أرضية عمل". كان اتفق مع لارسن على الاعلان عنها خلال وجوده في بيروت لتوفر تعاون مثمر وبناء حول القرار. وأفادت المصادر، ان البيان الرئاسي لمجلس الأمن احتل جزءاً مهماً من المناقشات اللبنانية الرسمية مع لارسن. وفي الوقت عينه عبّر لبنان عما يراه غير ايجابي في البيان الرئاسي، وهو التخوف من المساس بالأمن الداخلي والاستقرار وصعوبة نزع سلاح "حزب الله" لأنه يمثل المقاومة اللبنانية في وجه استمرار احتلال اسرائيل لمزارع شبعا والنقاط الحدودية الثلاث، وعدم التوصل الى الحل الشامل للنزاع العربي الاسرائيلي، فضلاً عن ان موضوع المخيمات مسألة مرتبطة بحل الأزمة في المنطقة ووجود دولة فلسطينية يعود اليها اللاجئون للاستقرار فيها.
غير ان مصادر ديبلوماسية غربية واسعة الاطلاع، تقول ان موقف لبنان الخطي الذي سلم الى لارسن رسمياً، يأتي متناغماً مع الموقف السوري الذي تبلغه لارسن في دمشق، ومع طريقة التعامل السوري مع زيارة لارسن اليها، والتي ستستكمل اليوم عبر لقاء لارسن مع الرئيس بشار الأسد.
وحول هذا اللقاء، تطرح المصادر جملة اسئلة، أبرزها:
ـ هل ترغب سوريا في ان يتطابق موقفها مع الموقف الرسمي اللبناني؟
ـ هل ترغب سوريا بأن توفر أمامها مزيداً من الوقت لانتظار ما ستقوم به ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش الجديدة في شأن السلام في الشرق الأوسط، وما اذا بات بالامكان تطبيق قرارات الشرعية الدولية حول المنطقة دون "انتقائية".
ـ هل ان الموقف السوري هو رسالة الى المجتمع الدولي لا سيما الى الولايات المتحدة حول ضرورة اعطاء أهمية للدور السوري في المنطقة الذي لا يمكن اغفاله خصوصاً وأن ممارسة الضغوط لن تثني لبنان وسوريا عن المطالبة بالحقوق العربية، في احلال السلام العادل والدائم والشامل؟
ـ ما هي الأبعاد المتعلقة بزيارة لارسن الى سوريا في ما خص المعارضة اللبنانية، فهل يمكن ان تؤدي هذه الأبعاد الى الحد من الزخم الذي تبديه هذه المعارضة في مطالبها بالرهان على عامل الوقت؟
ويذكر ان موقف لبنان الرسمي الذي سلم الى لارسن يشمل على نقاط عدة هي:
ـ التأكيد على الالتزام بشرعية الأمم المتحدة والقرارات الدولية التي يجب ان تطبق دون انتقائية.
ـ حق لبنان في بناء علاقات مع دول شقيقة آخذاً في الاعتبار المصلحة الداخلية.
ـ اعطاء الأولوية لتجنب تعريض ثبات وضع لبنان الداخلي للخطر، لا سيما في ظل عدم وجود رغبة اسرائيلية بالسلام.
ـ حرص الدولة اللبنانية على أن تحصل انتخابات نيابية نزيهة وحرة وتلبي آمال كل الأطراف في لبنان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.