8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لبنان يأمل من بوش سياسة أكثر عدلاً والكونغرس يقوّم قريباً التحضيرات للانتخابات اللبنانية

أفادت مصادر ديبلوماسية رفيعة لـ"المستقبل" ان لبنان يأمل من الرئيس الأميركي جورج بوش، لمناسبة بدء ولايته الجديدة، الالتفات الى الشرق الأوسط، واعتماد سياسة أكثر عدلاً ورحمة للشعوب في المنطقة، وتنفيذ وعده بإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، ووقف بناء المستوطنات كما يأمل ان يلتفت بوش الى المسارات الاخرى لعملية السلام، أي المسار اللبناني والمسار السوري مع إسرائيل، وان يعمل لوقف الفوضى في العراق، ومن أجل ان يُترك للعراقيين بناء دولتهم وإنهاء الاحتلال لها واستعادة سيادتها على كامل الأرض.
وتؤكد المصادر انه في ضوء إعلان بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس الاهتمام الذي توليه الإدارة الأميركية لحل النزاع في المنطقة، فإن بيروت لم تبلغ بإيفاد أي مسؤول أميركي اليها في إطار جولة في المنطقة تشمل الدول المعنية مباشرة بهذا الصراع.
إلا أن مصادر ديبلوماسية غربية توضح ان الإدارة الجديدة لا تزال في طور إعداد الوضع الداخلي الإداري وترتيبه، وتحديد الشخصيات التي ستتولى مراكز حساسة ان كان داخل وزارة الخارجية، أو داخل مجلس الأمن القومي، فضلاً عن احتمالات اعتماد سفير إسرائيلي جديد في الولايات المتحدة، ويطرح بقوة اسم دانيال كوهين، المعروف بتشدده، وتأييده المواجهة العسكرية مع سوريا.
وفضلاً عن التحضيرات الإدارية ليكون التسلّم منجزاً، فإن إدارة بوش تجري في الوقت الحاضر إعادة تقويم سياسية لجملة من القضايا التي شغلت الرئيس الأميركي في عهده الأول وهي:
ـ بالنسبة الى تنفيذ القرار 1559، فإن واشنطن حالياً تعمل وفق ما يسمى "تجميع النقاط" في هذا الصدد، مع الاحتفاظ بوتيرة الضغط لتطبيقه على مستواه الحالي من دون زيادة أو تراجع.
وسيتم استثمار "تجميع النقاط" في المرحلة المقبلة وفقاً لما تقتضيه المصالح السياسية والاستراتيجية.
وتشير المصادر الى جلسة قريبة سيعقدها الكونغرس الأميركي تخصص لتقويم التطورات اللبنانية في ما خص التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية، وسيتم خلالها استدعاء خبراء للأخذ بآرائهم في هذا الموضوع. كما سيتم تقويم ما يحصل في هذا الصدد من منطلق الحفاظ على الديموقراطية، وإعطاء محرك للحركة السياسية في لبنان بهدف المساعدة في اطلاقها خارج مجال الجاذبية السورية.
ولعل هذا الهدف هو الأكثر بروزاً من بين ثلاثة أهداف تكون عادة وراء جلسة للكونغرس من هذا القبيل، وهي إما التحضير لمشروع قانون جديد، وإما لتقديم الرأي والإرشاد حيال مسألة ما، وإما لتحريك الإدارة لأجل هدف محدد.
وفي هذا السياق، من المقرر ايضاً ان يعقد الكونغرس جلسة أخرى، مخصصة للبحث في قانون محاسبة سوريا وما توصل اليه حتى الآن من عقوبات ضدها.
ـ درس أساليب التقارب الفضلى مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك لإرساء قواعد مشتركة في المواقف حيال التعاطي مع الأزمات الدولية، وللتغطية على السياسة السابقة لبوش التي كانت موضع انتقاد من الطرفين. ولهذا السبب تلافى بوش في خطابه الذي ألقاه لمناسبة تسلمه ولايته الثانية في العشرين من كانون الثاني الجاري، تناول الوضع في العراق، وما إذا كانت لديه سياسة محددة حياله في ولايته الحالية.
وفي الوقت نفسه، سيحاول بوش على الخط الداخلي الأميركي، كسب مواقف الجمهوريين الذين انتقدوه بشأن الحرب على العراق وبعض الإجراءات الاقتصادية الداخلية، في محاولة منه لدرء مخاطر بعض المسائل التي شكلت عدم رضى داخلياً.
ـ إعادة درس وتقويم وضع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة ودورها في مسألة التجسس التي حصلت أخيراً، والمساعي الجارية لتهدئة الأمور.
ـ تعزيز الاتجاه لدى الإدارة الجديدة بضرورة إيجاد مخرج في العراق أولاً، قبل الدخول في التزامات استراتيجية اخرى في المنطقة.
من هنا ثمة مراقبة أميركية بارزة للتطورات داخل السلطة الفلسطينية ومستقبل ما سيحققه رئيسها محمود عباس، في ضوء الزيارة التي يقوم بها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وليم بيرنز حالياً للسلطة ولكل من إسرائيل ومصر.
وتولي الإدارة الأميركية اهتماماً ايضاً بوضع الداخل الإسرائيلي وما يمكن ان تكون عليه التحضيرات للانتخابات الإسرائيلية نهاية السنة الجارية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00