أفادت مصادر ديبلوماسية بارزة أن لبنان أبلغ أكثر من جهة عربية وغربية تهتم بمستقبل الوضع في العراق في ظل الانتخابات التي ستجري فيه في 30 الجاري، بمعرفة موقف لبنان حيال ذلك، ان بيروت تدعو إلى الاستقرار السياسي والأمني في العراق والى انسحاب القوات الأجنبية منه واستعادة العراق سيادته وحريته، وان يتم التهيئة لإجراء الانتخابات في ظروف جيدة سياسياً وأمنياً.
ويتقاطع موقف لبنان مع مواقف العديد من الدول العربية التي تجري اتصالات تشاورية معه حول ما يمكن اتخاذه من خطوات تلافياً لأي مخاطر إضافية تهدد الأوضاع العراقية. وهذه المواقف مجتمعة تبلورت على خلفية الخشية من وجود مخططات لتقسيم العراق وتجزئته، بحيث ان القضية ليست قضية "مثلت سني" أو "هلال شيعي" أو غير ذلك، بل ان الأمر مرتبط بتشعبات أبعد من ذلك في أهدافها، قد تستفيد من الظروف الدولية الناشئة حديثاً، وهي الاتجاه إلى استبدال النظام العالمي الجديد باللانظام العالمي، وأحد أبرز مقوماته إحلال الفوضى والانقسامات.
وإزاء هذا الواقع، يدعو لبنان وعدد من الدول العربية، والسلطات العراقية أيضاً، إلى دور أكبر وأكثر فاعلية للأمم المتحدة في العراق خصوصاً على أبواب إجراء الانتخابات، بحيث تبذل جهود عراقية وعربية لتوفير أفضل حد ممكن من الاستقرار الأمني يساعد في استكمال العملية الانتخابية إلى النهاية، ويمنع ظروف العرقلة. فالانتخابات، وبإجماع العديد من التقارير الديبلوماسية، ستجري في أوقات صعبة وحساسة، وان لم يستدرك ذلك، فإن التخوف قائم من احتمال حدوث نزاع أهلي يؤدي إلى حرب طويلة الأمد، الأمر الذي يستدعي وجود تفاهم سياسي قبل اقتراب موعدها.
ويأمل لبنان أن يشارك العدد الأكبر من الناخبين العراقيين في الاقتراع تمكيناً لهم ليعبروا عن خياراتهم السياسية، وذلك على الرغم مما يحصل في العراق، وفي الوقت نفسه يحرص العراق على التعبير عن حاجته إلى الدعم اللبناني في مسيرة الاستقرار والبناء والإعمار، وعلى أهمية العلاقات القديمة والمستمرة بين شعبي البلدين.
أما على مستوى العلاقات الثنائية بين لبنان والعراق، فإن المصادر تؤكد ان العلاقات عموماً لا تحتاج حالياً إلى وجود سفير للتمثيل الديبلوماسي بين البلدين. ولبنان لا يزال يدرس اعتماد العراق سفيراً جديداً لديه، الا أن طاقم السفارة اللبنانية في بغداد والسفارة العراقية في بيروت يوفران التعاون اللازم، والتشاور قائم بين البلدين حول مستقبل رفع التمثيل الديبلوماسي إلى مستوى سفير.
ويهتم لبنان بإرساء التفاهم مع العراق الذي حصل اخيرا على تسهيل تبادل منح التأشيرات. وتتركز هذه التسهيلات من جانب لبنان على خلفيات، إما انسانية، أو اقتصادية، لا سيما لفئة رجال الأعمال العراقيين الكبار أو الأقل حجماً مالياً، خصوصاً إن لم تكن عليهم أي ممنوعات قانونية بالنسبة إلى دخولهم إلى لبنان.
وفي الاتصالات الثنائية اللبنانية ـ العراقية، تولي السلطات في بغداد أهمية كبيرة لمساعدة لبنان في ترحيل المئات من العراقيين الذين انتهت مدة أحكامهم في لبنان ولا يملكون مستندات قانونية، ولا يرغبون في العودة إلى العراق. في حين ان السلطات العراقية مهتمة جداً باستعادة هؤلاء، وتفضل عدم بقائهم في لبنان. والتشاور لا يزال قائماً حول توقيت هذا الترحيل والأولويات والدفعات.




يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.