أفادت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ"المستقبل" أن لبنان سيقدم خلال الساعات المقبلة طلبه الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، للتجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" ستة أشهر جديدة تبدأ في الأول من شباط المقبل وتنتهي في تموز 2005.
ويعدّ لبنان لهذا الطلب الذي سيتضمن تمسكه بمهمة القوة الدولية كما هي، أي دورها المنشود في حفظ الأمن والسلم الدوليين، بعدما تحققت من انسحاب إسرائيل حتى الخط الأزرق، وساعدت الدولة اللبنانية في بسط سلطتها على المناطق المحررة، كما يتمسك لبنان بضرورة الحفاظ على عديد هذه القوة الذي يبلغ الآن 2000 عنصر.
ويتضمن الطلب اللبناني أمل لبنان أن يتم التجديد للقوة بصورة طبيعية، في حين يؤكد لبنان تمسكه بالتعاون مع الأمم المتحدة، وعدم انقطاعه عنه، وهو من السباقين في الحرص على صدقية هذا التعاون. كما سيتضمن الطلب ضرورة أن تستكمل الأمم المتحدة دورها في العمل لتنفيذ القرار 425 وتحرير ما تبقى من الأراضي المحتلة، أي مزارع شبعا والنقاط الحدودية الثلاث فضلاً عن استكمال تحرير الأسرى في السجون الإسرائيلية، واستكمال تسليم إسرائيل خرائط الألغام التي خلّفتها وراءها عند انسحابها وهي تبلغ نحو 400 ألف لغم. ويطالب لبنان أيضاً بضرورة أن تقوم الأمم المتحدة بدور مهم لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والخروق للخط الأزرق براً وبحراً وجواً، وبدور لوقف التهديدات الإسرائيليات المستمرة ضد لبنان.
وفي هذا الإطار، يتزامن التحضير لتقديم الطلب مع مرحلة رصد لبناني لمواقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، خصوصاً تلك الدائمة العضوية ولا سيما الولايات المتحدة وفرنسا.
ومن المقرر أن ينجز أنان تقريره المتضمن التجديد لهذه القوة بعد الخامس عشر من كانون الثاني الجاري، ويحيله على مجلس الأمن لمناقشته واتخاذ اللازم نهاية هذا الشهر.
وفي الجانب المتعلق بتحضيرات أجهزة الأمم المتحدة للمعطيات التي سيبني عليها أنان تقريره حول التجديد لـ"اليونيفيل"، تقول مصادر غربية واسعة الاطلاع إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمراقبة تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن الذي باشر هذه المهمة الاثنين، عمل خلال مهمته السابقة، كموفد خاص لأنان لعملية السلام في الشرق الأوسط، على بلورة بعض المعطيات السياسية التي سيتزود بها أنان عند وضعه التقرير. أما بالنسبة الى المعطيات الميدانية فإن جهاز الأمم المتحدة في الجنوب يعمل على تحضيرها، وتزويد أنان بها.
وتؤكد المصادر أن أنان سيعيّن في وقت قريب خلفاً للارسن في مهمته السابقة نظراً الى الأهمية التي يوليها للوضع في الشرق الأوسط وللمواضيع المتعلقة بعملية السلام في المنطقة. وسيختار الشخصية المناسبة لهذا المنصب من بين عدد من المرشحين لذلك.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.