8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

فتح سفارة فلسطينية في بيروت أمر مستبعد وعلامات استفهام حول تقدم الحوار جوهرياً

استبعدت مصادر ديبلوماسية بارزة أن يتم فتح سفارة فلسطينية في بيروت أو مكتب تمثيلي، "لأن خطوة فتح السفارة تحتاج الى مزيد من الوقت ودراسة الجدوى السياسية منها وما يمكن أن تقدمه على صعيد الحوار اللبناني ـ الفلسطيني الذي فتحت صفحة جديدة أمامه، الزيارة التي قام بها الوفد القيادي الفلسطيني الأسبوع الماضي الى كل من لبنان وسوريا".
وثمة مقوّمات محددة يفترض بأي سفارة أن تجسدها في العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية، وهذه المقوّمات لا تزال خاضعة لأكثر من علامة استفهام، ولعل أبرزها:
1 ـ قدرة أي سفارة فلسطينية على أن تكون ممثلة لجميع الفلسطينيين والأطراف الفلسطينية أن في الداخل الفلسطيني أو الشتات.
2 ـ ماذا يستطيع أن يقدم أي سفير أو مكتب تمثيلي بالنسبة الى الانضباط أو تهدئة الوضع في الجنوب، أو بالنسبة الى التعاون بين السلطات اللبنانية ومسؤولي المخيمات، في بعض الأمور القانونية أو القضائية والأمنية، مثلاً، في مسألة القدرة على أن تتمكن السلطات اللبنانية من أن تجلب المطلوبين للعدالة من داخل المخيمات، وسبل الحوار حول هذا الشأن ومن هي المرجعية الصالحة للحوار اللبناني معها.
3 ـ كيف ستتم متابعة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني الذي بدأ مع زيارة الوفد الأسبوع الماضي، هل على مستوى سياسي أو أمني؟ ومن يمثل السلطة في لبنان ومع أي قيادي في بيروت يتم هذا الحوار الذي قضت الظروف الداخلية والإقليمية أن يعاد الى الواجهة؟ وهل سيتقدم هذا الحوار في ظل مواقف فلسطينية متعلقة بعدم القبول بالمس بسيادة لبنان في الحل لقضية اللاجئين؟
ماذا يعني ذلك؟ فالوفد لم يعط ضمانات بالنسبة الى تنفيذ حق العودة، والسيادة لا تمنح بل تفرض، وليس للجانب الفلسطيني مهمة تقرير الشروط في هذا الشأن. فضلاً عن ذلك، فإن القبول الفلسطيني بـ"وثيقة جنيف" التي لم تتحدث عن حق العودة، بل عن قيام فلسطينيي الشتات بترتيب أوضاعهم. ومن البديهي التساؤل كيف تتم ترجمة الموقف الفلسطيني حول عدم السماح بحل يمس سيادة لبنان، خصوصاً وأن الوفد لم يتحدث في لبنان عن المبادرة العربية للسلام.
إضافة الى ذلك، هل ستعمد القيادة الفلسطينية الجديدة الى إطلاع بيروت على المستجدات المتعلقة بالمسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، لكي يكون الحوار اللبناني ـ الفلسطيني متماسكاً وصريحاً ويحرز تقدماً، خصوصاً أن وحدة الصف اللبناني ـ السوري ـ الفلسطيني تتطلب تضافر الجهود لتحقيق رؤية مشتركة لسبل التعاطي مع المفاوضات، ويفضل أن تكون الرؤية برعاية جامعة الدول العربية، بحيث تتوافر ظروف التضامن العربي. فإذا ما تحققت هذه الرؤية سينعكس الأمر إيجاباً على الموقف في المفاوضات، التي يجري العمل لتحريكها، لا سيما إذا ما فاز حزب "الليكود" في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، حيث ضرورات التضامن تصبح أقوى.
الى ذلك، ما هو موقع "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" في أي حوار لبناني ـ فلسطيني متقدم؟ ذلك أن هذه الأطراف معنية بالنزاع في المنطقة، والوفد الفلسطيني الذي زار بيروت لم يقابل مسؤولي هؤلاء. وكان التعاطي مع الحكومة اللبنانية، أي على مستوى الحكم، فمن غير المعروف ما إذا كانت هناك قنوات فلسطينية رسمية معهم، ومن هي الجهة التي تتولى التنسيق، مع الإشارة الى أن أطرافاً دولية مهتمة بالوضع في الشرق الأوسط لديها قنوات اتصال معهم مثل ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا.
لذلك، من المهم معرفة مدى تطور الحوار اللبناني ـ الفلسطيني حول المسائل الجوهرية، أم أن الوضع بعد الزيارة سيقتصر على تنسيق المواقف حيال "خارطة الطريق" فحسب، وبدء تنفيذ قرار السماح ببعض المساعدات الإنسانية للمخيمات لا سيما مواد البناء التي كانت ممنوعة في السابق، وهي الآن تتم وفقاً لنظام "الأونروا"، بحيث يمنع على اللاجئين إقامة مبنى يحوي أكثر من 70 في المئة مواد ثابتة، من أجل الحفاظ على طبيعتها وطابعها بأنها مخيم.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00