يشارك لبنان في "منتدى المستقبل" الذي يعقد غداً على المستوى الوزاري لدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومجموعة الثماني في الرباط، ويمثل لبنان وزيرا الخارجية والمغتربين محمود حمود والمال الياس سابا اللذان سيعبّران عن ثوابت لبنان إزاء القضايا المطروحة على جدول أعمال المنتدى.
وأفادت مصادر ديبلوماسية ان المنتدى وهو الأول من نوعه، سيسعى إلى وضع آلية لتطبيق ما ورد في مشروع الشرق الأوسط الموسع وشمال افريقيا "BMENA"والذي كانت أرسته قمة الدول الثماني والاتحاد الأوروبي في سي ايلاند، وقمة الناتو في اسطنبول، والقمة الأوروبية آنذاك. ومن المتوقع ان تتم اجتماعات اخرى للمنتدى تبلور هذه الآلية.
وينتظر لبنان التوافق العربي حول تحديد موعد لاجتماع وزراء الخارجية العرب للتنسيق في المواقف قبيل انعقاد المنتدى.
ويصرّ الوزير حمود في هذا السياق على عقد مثل هذه الاجتماعات قبيل المؤتمرات مع الأطراف الأخرى غير العربية في محاولة لتوحيد وجهات النظر والخروج بموقف عربي منسجم تتم من خلاله مخاطبة الفريق الآخر.
وأوضحت المصادر ان جدول أعمال المنتدى يتضمن ثلاثة مواضيع هي: الحوار حول الديموقراطية والحكم الرشيد، وسلطة النظام والقانون وحقوق الانسان، ثم أساليب مكافحة الأمية، والثالث أساليب تنمية الاستثمارات في المنطقة.
وصباح غدٍ السبت سيعقد المنتدى بصورة مشتركة بين وزراء الخارجية ووزراء المال، على ان يليه اجتماعان منفصلان للخارجية وللمالية كلّ على حدة.
ويعقب ذلك غداء عمل يقيمه وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى للوزراء المشاركين، مع الإشارة إلى ان إسرائيل غير مدعوة إلى المنتدى.
ويرتكز الموقف اللبناني في المنتدى على جملة معطيات هي:
1 ـ التزام لبنان بما صدر عن قمة تونس العربية في 2004 في ما خص مسائل الإصلاحات والديموقراطية، وما صدر هو وثيقة العهد التي تعنى بالتطوير والتحديث في الدول العربية. وهي تعتبر ملزمة لهذه الدول وتشكل مرجعية لمواقفها، والتشديد سيتم على ان أي عملية إصلاح يجب ان تأتي وفقاً لحاجات الشعوب، ووفقاً لخصوصية كل شعب وثقافته وحضارته، وليس هناك من تصميم لوصفة واحدة في ما يتعلق بالإصلاح، بل ان وتيرة كل بلد يجب ان تدرس على حدة انطلاقاً من أوضاعه وحاجات شعبه. على ان كل الدول تقوم بإعادة النظر ببعض الأمور المتعلقة بالتطوير، وهذه مسألة ليست حكراً فقط على الدول العربية، وبالتالي لا يفترض التعاطي معها من منظار متعال.
2 ـ التركيز على ان الأولوية، والأهمية يجب ان تعطى في التعاطي الدولي مع شؤون المنطقة، لحل الأزمات السياسية التي تعاني منها، وفي مقدمها النزاع العربي ـ الإسرائيلي الذي من دون التوصل إلى الحل العادل، يصعب التقدم والازدهار في المنطقة، ويصعب بالتالي توفير الظروف لنمو الاستثمارات فيها، خصوصاً ان هذا النزاع نتج منه متفرعات كثيرة لا يمكن مقاربتها دون التطرق إلى جوهر المشكلة.
3 ـ ان معالجة الأزمات التي سيعبر عنها في هذا المؤتمر، يجب ان لا تأتي في إطار عملية الإصلاح من باب الإملاء والفرض، بل ان في المنطقة أنظمة تعرف جيداً حاجات شعوبها، وتستجيب لها وفقاً لمصالح هذه الشعوب.
ولا يرى ان هناك لزوماً ليقول من جديد انه يحترم التنوع والديموقراطية والحرية والتسامح الديني، وقد كرّس ذلك الدستور، والمشاركة بين أبناء المجتمع اللبناني مشهود لها وفي السلطة والقرار. ولا يرى لزوماً أيضاً ان يعتبر نفسه معنياً بشكل مباشر بأي كلام حول وجود نسبة أميّة مرتفعة في العالم العربي، كونه في طليعة الدول التي حققت إنجازات نوعية في هذا المجال. وفي الوقت عينه سيشدد لبنان على ان فيه مجتمعاً مدنياً حيوياً، وأصولا برلمانية عريقة، وفي هذا الإطار استضاف لبنان في الخامس من أيلول الماضي مؤتمر للمجتمع المدني عقد في الاسكوا لاختيار المنظمات الأكثر تمثيلاً في المجتمع المدني العربي وعليه سيناقش الاجتماع التحضيري لمنتدى المستقبل اليوم على مستوى الموظفين الكبار من جملة التحضيرات، الورقة التي سيقدمها اجتماع المنظمات الأهلية في المنطقة الذي عقد أمس، إلى الوزراء لمناقشتها في جلستهم السبت.
ويشار إلى ان هناك 7 مشاريع تتم الآن مع المجتمع المدني في لبنان ودول المنطقة دون المرور بالحكومات متعلقة بالتنمية والحريات.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.