8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

المحادثات الفلسطينية في بيروت تفتح الحوار وسوريا تضبط الإيقاع إذا سارت "الخارطة"

تعبّر زيارة الوفد الفلسطيني القيادي الى بيروت اليوم والذي يضم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس، وأحمد قريع، ونبيل شعث، عن تغيير نوعي في طبيعة العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية، بعد وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وتعزّز الانطلاقة الجديدة التي أرسيت في العلاقات السورية ـ الفلسطينية، ومفاعيلها، والتي لا بد من أن تعكس مواقف القيادات اللبنانية والسورية والفلسطينية من التطورات الدولية الراهنة والطروحات المتعلقة بالحل في المنطقة.
وتؤكد مصادر ديبلوماسية بارزة أن انفتاح القيادة الفلسطينية الجديدة على الدول العربية يكتسب أهمية خاصة مع لبنان وسوريا، إن بسبب الترابط العضوي في مسألة حل النزاع العربي ـ الإسرائيلي أو بسبب قضية اللاجئين حيث أن البلدين من الدول المضيفة للشتات، فضلاً عن أهمية فتح حوار ثلاثي أصبح الآن ممكناً، بعد محاولات رئيس حركة "فتح" رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير فاروق القدومي، السابقة في هذا المجال، والتي لم تحقق التقدم المطلوب.
وتتوقع المصادر أن تبلور العلاقة الجديدة اللبنانية ـ الفلسطينية العديد من الخطوات الفلسطينية ـ السورية التي كان اتفق عليها الوفد مع القيادة السورية في دمشق قبل انتقاله الى بيروت، في ما يتعلق بموضوعين أساسيين يشكلان حاجة سورية وفلسطينية على حد سواء:
الأول: إثبات دمشق أنها لا تزال فاعلة ومؤثرة في الصف الفلسطيني، وفي العلاقة بين فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الخارج، ذلك أن أي تطور إيجابي على مستوى تفعيل العمل بـ"خارطة الطريق" يفترض أن يتزامن مع ضبط إيقاع الحركات الأصولية مع هذه الأجواء إن في الداخل الفلسطيني، أو على الحدود اللبنانية الجنوبية، كما أن سوريا قادرة على توفير الحوار بين القيادة الفلسطينية الحالية، وحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، إن بالنسبة الى "الخارطة" أو بالنسبة الى إجراء الانتخابات الفلسطينية، وأشارت المصادر في هذا السياق الى أن القيادة الفلسطينية الجديدة طلبت وساطة دمشق من أجل عقد اجتماع مع "حماس" للبحث في موضوع الانتخابات، لأن رفض الحركة المشاركة في الانتخابات يعني سحب بعض الغطاء عن شرعية التمثيل للقيادة الجديدة، أما في موضوع الخارطة، فترى أن موقف دمشق حيال التعاطي مع الفلسطينيين يقدم إشارات الى واشنطن حول الدور السوري المفيد.ء
أما الموضوع الثاني، فهو يتعلق بتوحيد الصف الفلسطيني وقطع الطريق أمام إمكان حصول انفصال، لا سيما بين المخيمات والقيادة الفلسطينية الجديدة، وبين فلسطينيي الشتات وفلسطينيي الضفة. وفي إمكان القيادة السورية لعب دور بارز، ولا بد من أن تكون السلطات اللبنانية في أجواء الحوار الحاصل في هذا الشأن، وأن يأخذ الحوار اللبناني ـ الفلسطيني ذلك في الاعتبار، بعد انتهاء مرحلة الرئيس الراحل عرفات وبدء مرحلة جديدة.
وفي كل هذه الأجواء، تؤكد المصادر ضرورة أن تأخذ القيادة الفلسطينية الحالية الثوابت اللبنانية في الاعتبار وأن يتم التشديد على ما هو وارد فيها، من رفض للتوطين، ودعم قضية الشعب الفلسطيني، وحل قضية اللاجئين وفقاً للقرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن لبنان ليس حجر عثرة تجاه الحل على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، إلا أن القضية تبقى احتلال إسرائيل للأراضي العربية وهذا ما يجب إنهاؤه. وهذه الثوابت لا بد أن يتم التعاون والتنسيق والتشاور في شأنها مع القيادة السورية، بحيث يجري العمل لضمان عدم حصول التفاف عليها أو أن تكون عرضة للصفقات.
ورأت المصادر أن إيجابيات زيارة الوفد الى دمشق لا بد من أن تنعكس على التعاون اللبناني في موضوع المخيمات، لافتة في هذا المجال الى أن الفترة الأخيرة شهدت تسهيلاً لتحرك القيادات الفلسطينية وإجراء اتصالات ولقاءات، وإعادة السماح بإدخال مواد البناء الى المخيمات.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00