أفادت مصادر ديبلوماسية رفيعة لـ"المستقبل" ان مؤتمر الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية، الذي ينعقد الاثنين والثلاثاء المقبلين في لاهاي على مستوى وزراء الخارجية، سيكون فرصة أمام لبنان لإعادة شرح موقفه من الثوابت المتعلقة بمسيرة برشلونة ومن أسس السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.
ويلقي وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود كلمة لبنان أمام المؤتمر الاثنين المقبل، وستكون له مداخلات في المناقشات التي ستجري حول النقاط الثلاث الرئيسية لجدول الأعمال وهي:
1 ـ أسباب تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط وقراءة الدول لما هو مطلوب للخروج من الجمود الحاصل.
2 ـ تقويم مسار برشلونة، وتقديم الأفكار الآيلة الى تحقيق مصالح كل الدول الشريكة، الأوروبية منها والمتوسطية، وذلك على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية.
3 ـ حوار الجوار وسياسة هذا الحوار، خصوصاً في ظل انضمام عشر دول اوروبية شرقية الى الاتحاد، فضلاً عن ان كل الدول العربية وقعت اتفاقات شراكة ثنائية مع الاتحاد، وآخرها كانت سوريا حيث وقعت اتفاقها الشراكة مع الاتحاد بالأحرف الأولى قبل نحو 3 أسابيع، وينتظر ان تعمق علاقتها وروابطها اكثر مع الاتحاد خلال الفترة المقبلة. كما سيتم بحث حوار الحضارات والثقافات وما آل إليه.
وازاء ذلك، يتضمن الموقف اللبناني في المؤتمر جملة نقاط، وهي كالآتي:
ـ ضرورة وقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للخط الأزرق جواً وبحراً وبراً، وتأكيد ان هذه الانتهاكات لا تساعد في تطوير عمل الشراكة.
ـ ضرورة مساعدة الاتحاد الأوروبي لبنان في ازالة الألغام التي خلفها الاحتلال الاسرائيلي، والبالغة نحو 400 ألف لغم، وضرورة ان تسلم اسرائيل خرائط الألغام كافة الى الأمم المتحدة، وان تفرج عن الأسرى اللبنانيين في سجونها.
ـ الدعوة الى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل على انواعها.
ـ دعوة الاتحاد الأوروبي الى تفعيل مفاوضات السلام للشرق الأوسط على أساس المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في بيروت وعلى أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وشمولية الحل وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة.
ـ الدعوة الى دور اكثر توازناً للاتحاد الأوروبي في المنطقة لأن الضغوط على العرب فقط لا تكفي للتوصل الى الحل الشامل، خصوصاً ان العرب لا يريدون الا حقوقهم المشروعة وضرورة حصول ضغوط على اسرائيل من أجل تحقيق السلام، واعطاء العرب حقوقهم.
ويترقب لبنان دوراً أوروبياً أكبر في المساعي القائمة بالنسبة الى العودة الى المفاوضات السلمية، وقد يظهر هذ الدور مع مطلع السنة الجديدة، وسيترسخ أكثر في ظل معرفة آفاق ومدلولات الانتخابات في كل من فلسطين والعراق.
ويلاحظ لبنان اهتمام أوروبا بالمبادرة العربية للسلام وبإعادة اطلاق المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي وتهيئة الظروف المناسبة لذلك.
وفي نهاية السنة الجارية تسلم هولندا رئاسة الاتحاد الى اللوكسمبورغ التي تبدأ رئاستها الدورية في الأول من كانون الثاني المقبل لمدة ستة أشهر، ويعقد في أيار المقبل مؤتمر وزاري للشراكة يعمل على الاعداد للاحتفال الأوروبي ـ المتوسطي بالذكرى السنوية العاشرة لإطلاق عملية برشلونة.
وستشارك في مؤتمر لاهاي 12 دولة عربية و15 دولة أوروبية والدول العشر، من أوروبا الشرقية التي انضمت حديثاً الى الاتحاد.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.