أعربت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت عن خشيتها من أن يتعرض لبنان لمزيد من الضغوط السياسية الدولية نتيجة للخروق التي تحصل من الجانب اللبناني من الخط الأزرق، لا سيما عملية إطلاق صاروخي الكاتيوشا في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية أخيراً، والتي أعقبت خطوة "حزب الله" بإرسال طائرة الاستطلاع "مرصاد ـ 1" فوق المناطق الشمالية من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتشير هذه المصادر الى أن لبنان يدرك جيداً خلفيات توقيت عمليات المقاومة وأهدافها السياسية والأمنية في إطار مبدأ مقاومة الاحتلال واستيعاب الظروف التي تحكمه، لكنها، في المقابل، تستبعد أن تعتبر إسرائيل هذه العمليات رسائل لحثها على الاستجابة للأفكار الدولية التي تسعى الى إقناع مختلف الأطراف المعنية بالعودة الى مباحثات السلام، ولا تخفي خشيتها من سعي إسرائيل الى إحراج لبنان وحشره من جديد على المستوى الدولي، عبر السعي الى ربط هذه الخروق بمضامين القرار الدولي 1559 ومؤثراته، من خلال تحويل الخروق الحاصلة من الجانب اللبناني للخط الأزرق الى مادة بحث داخل مجلس الأمن الدولي وتلقف الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لهذه الخطوة.
وترى المصادر أن ما تقدم يطرح سؤالاً مهماً، هو هل يمكن بالفعل للتصعيد المدروس في الجنوب أن يجر إسرائيل الى طاولة المفاوضات؟ وهل أن دخول فريق آخر غير "حزب الله" على خط خرق الخط الأزرق، يمكن أن يخدم الهدف السياسي المطلوب، وخصوصاً أنه ثبت للمصادر الغربية بعد اتصالات مكثفة أجرتها مع مختلف الأفرقاء على الساحة الجنوبية، أن الذين أقدموا على إطلاق "الكاتيوشا" ينتمون الى تنظيم فلسطيني ولا علاقة لهم بـ"حزب الله". وتضيف: "إن الأمم المتحدة في الجنوب على الرغم من دعواتها المستمرة الى ضبط النفس وعدم خرق الخط الأزرق، استطاعت أن تعتبر ضمناً أن عمليات "حزب الله" الثماني خلال عام خلا لم تجعل الوضع خارجاً عن السيطرة، كما أن الدولة اللبنانية التي تدعم المقاومة في الخيار الاستراتيجي ليس مهماً لديها التدخل في تفاصيل عمل المقاومة والتكتيكات التي تتبعها أو الاختراعات الجديدة التي تتبناها، إلا أن المشكلة حالياً تبدو في ما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحويل خلفيات الرسائل التي تنطلق من لبنان لترجيح إمكان إعادة إطلاق الحوار السياسي في المنطقة الى عنصر مساعد لتأكيد ما ورد في القرار 1559 حول مفهومه للميليشيات التي تعتبر الدول أنها قائمة في نطاق جغرافي محدد حيث لا سيطرة للدولة عليه.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.