أفادت مصادر ديبلوماسية لبنانية بوجود اتصالات عربية يشارك فيها لبنان، بغية التشاور وتنسيق المواقف حيال التعاطي مع التطورات الفلسطينية في المرحلة المقبلة، بعد غياب الرئيس ياسر عرفات، وفي ظل ما يمكن أن ينشأ من قيادة فلسطينية جديدة بعد مضي فترة الستين يوماً الانتقالية.
وأوضحت المصادر، أن تنسيقاً لبنانياً ـ سورياً يسير أيضاً بالتوازي مع هذا التوجه العربي، من شأنه التأكيد على أهمية الثوابت العربية لحل النزاع العربي ـ الإسرائيلي، وأهمية أن تقوم أي قيادة فلسطينية جديدة بالتشاور مع البلدين، لدرء أي مخاطر قد تعرض القضية الفلسطينية من جديد، لموثرات سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، في ظل جمود المساعي الدولية الفاعلة لتحقيق السلام.
وحيال هذا الواقع، تلفت المصادر الى أن لبنان وسوريا يترقبان السياسة الأميركية تجاه الموضوع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وما إذا كانت مساعي واشنطن ستبدأ في المرحلة الحالية أم ستنتظر تسلم الإدارة الأميركية الجديدة بتعييناتها المتوقعة المهام الأساسية، لكن المصادر تشير الى أن "خارطة الطريق" لا تزال بالنسبة الى الولايات المتحدة خطة حل قابلة للحياة، وهذا ينسحب أيضاً على موقف المجموعة الرباعية الدولية، لا سيما الاتحاد الأوروبي.
وهذا الإجماع الدولي حول أهمية "الخارطة"، يعززه التحول الجديد في العلاقة الأوروبية ـ الأميركية، إذ يتبين أن ثمة ميلاً أميركياً لإعطاء أوروبا بعض الدور في السعي لحل هذا الصراع، وهو ما كان ممنوعاً خلال السنوات القليلة الماضية. مما يعني أن هناك هامشاً ما، من الحركة الأوروبية سيقوم الاتحاد الأوروبي بالاستفادة منه الى أقصى حد لبلورة ظروف مؤاتية تواكب التمهيد للعودة الى التسوية السياسية.
وتعتبر المصادر، أنه بعد خطوات الترتيب السريع للبيت الداخلي الفلسطيني، والتي حظيت بتقويم عربي ايجابي، وخصوصاً أن الظروف الفلسطينية لا تحتمل أي عراقيل في هذا الصدد، فإن الأنظار تتجه الى مراقبة العديد من العوامل التي لا بد أن تنعكس على الساحة الفلسطينية في المرحلة اللاحقة وهي:
ـ الشخصية الفلسطينية التي سيتركز عليها العمل الدولي لكي تتسلم مقاليد السلطة خلفاً لعرفات في الانتخابات المقبلة. وفي المفهوم الأميركي، فإن محمود عباس (أبو مازن) يستطيع أن يقدم خطوات تتماشى وما يسهل الحلول التي لا تعارضها إسرائيل.
إلا أن الدول العربية، لا سيما لبنان وسوريا، ترى أن على أميركا القيام بدور الوسيط العادل من أجل تحقيق الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية الجارتين من دون خسائر سياسية في المواقف الفلسطينية.
ـ التوجهات التي ستعتمدها الفصائل الفلسطينية والتوجهات التي قد تكون جديدة لدى "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وبناء عليها سينتج إما توحيد للصف الفلسطيني الداخلي، أو انقسام بين متطرفين وغير متطرفين، مع الإشارة الى أن نصف المجتمع الفلسطيني هو "حماس" و"الجهاد"، وإن كان عرفات قد غاب كشخص مسؤول، إلا أن أنصاره والمجتمع الفلسطيني بكافة خلفياته لا يمكنه الركون الى حل غير واضح المعالم ولا يحقق الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني. وهذا المجتمع سيواجه الضغوط الأميركية والإسرائيلية، تماماً كما في السابق على أيام عرفات.
ـ انتظار الدول العربية لسبل تعاطي القيادة الفلسطينية الجديدة مع العرب، وما إذا كانت هذه القيادة ستعود الى دفع التشاور المشترك خصوصاً عند الطروحات الكبيرة، أم أن الاستقلالية الفلسطينية ستكمل مسيرتها، وفي هذه الحالة لن تغير الدول العربية التعاطي حيال ذلك، حيث الموافقة على ما يرتضيه الفلسطينيون لأنفسهم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.