تؤكد مصادر ديبلوماسية بارزة في بيروت ان لبنان لا يزال في مرحلة دراسة اعتماد العراق سفيراً لديه، وهو لم يُبدِ بعد موقفاً واضحاً من الأمر، وربما تعود الأسباب الى تطورات الوضع العراقي، ومسيرة العلاقات العربية سياسياً مع العراق.
وعلى الرغم من التوجه العام لإعادة دعم موقع العراق على الخريطة الدولية، فإن لرفع التمثيل الديبلوماسي مع العراق خلفيات غير ديبلوماسية.
وفي المبدأ، فإن لبنان لن يمانع في وجود سفير عراقي لديه، خصوصاً ان مسألة رفع التمثيل الديبلوماسي كان اتفق عليها أثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الى بيروت في تموز الماضي.
كما ان مقررات الدورة 122 لجامعة الدول العربية التي انعقدت في أيلول الماضي تضمنت تعزيز التمثيل الديبلوماسي بين كل الدول العربية والعراق ورفعه الى مستوى سفير.
وتشير المصادر الى ان الدول العربية كافة ستأخذ قرار الجامعة في هذا الشأن بالاعتبار، لكن ذلك لا يعني التنفيذ الفوري، انما سيترك التنفيذ وتوقيته لظروف كل دولة وخلفيات قرارها الذاتي، وهذا ما ينطبق على لبنان.
وتلاحظ المصادر ان أية دولة عربية لم تعيّن بعد سفيراً لها في العراق على الرغم من التوجه العراقي لتعيين سفراء له لدى هذه الدول، وقد عمد قبل شهرين الى إجراء تشكيلات ديبلوماسية طاولت 35 سفيراً تم تعيينهم في الخارج ومن بينهم كما تردد رعد الألوسي في بيروت.
ومن بين العناصر المهمة في قبول لبنان اعتماد أي سفير عراقي لديه، التشاور اللبناني ـ السوري في هذه المسألة، ولا يزال أمام بت هذا الموضوع مزيد من الوقت لاتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب، لكي تأتي خطوتا البلدين حيال ذلك منسجمة ومتوافق حولها.
وفي حال تم قبول اعتماد سفير عراقي في لبنان، فمن غير الواضح بعد ما إذا كان لبنان سيقابل الخطوة العراقية بالمثل. ومن المحتمل ان يعمد في ضوء ذلك، وعند إجراء تشكيلات ديبلوماسية وتعيينات للفئتين الأولى والثانية مطلع السنة المقبلة كما هو مفترض، الى تعيين سفير له في العراق من ضمن هذا الحدث. وفي كل الأحوال، فإن أي تعيين لسفير لبناني في بغداد لا يلزمه تسلم مهامه فور قبول اعتماده. ويترك المجال مفتوحاً لتسلم المهام في التوقيت الملائم للبنان.
ويأتي عدم تحمس لبنان لرفع مستوى تمثيله في أقرب وقت الى عوامل عدة أبرزها:
ـ استمرار وجود الاحتلال في العراق، وسلطة الاحتلال حالياً هي التي تعود اليها الكلمة الفصل، وأي سفير سيمثل بلده لدى سلطة احتلال يتم تلافيه.
ـ الوضع الأمني غير المستقر في العراق وهو ينعكس على اللبنانيين هناك تهديداً وخطفاً وخطراً. لكن استقراره النهائي في ظل ارتياح سياسي لبناني لهذا الاستقرار يجعل تعيين سفير هناك وتسلم مهامه أكثر سهولة.
ـ يعتبر لبنان ان سفارته في العراق مفتوحة، ويقوم القائم بالأعمال حسن حجازي بكامل مهامه ولا توجد أية مشكلة.
ـ ان قرار الجامعة العربية في صدد رفع التمثيل مع العراق جاء على خلفية الدعم العربي للحكومة العراقية في إجراء انتخابات تعيد السلطة الى العراقيين، وتعمل لإزالة الاحتلال، لأن الدول العربية تدعم تفعيل السلطات العراقية الشرعية ليس إلا، وتدعم أيضاً تعزيز الغطاء الشرعي الدولي للسلطة العراقية. إلا ان تعيين أية دولة لسفير لها في بغداد في الوقت الراهن، لا يؤثر في دفع الهدف الجوهري للقرار العربي. من هنا، فإن الأولوية هي لإحراز العراق خطوات نحو الاستقلال والاستقرار، وليس تعيين السفراء لديه.




يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.