أكدت مصادر ديبلوماسية رفيعة أن المسؤولين اللبنانيين أبلغوا إلى وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث تضامن لبنان مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، خلال طرح شعث لترك مأساة شعبه تتفاقم، في ظل مرحلة التحضيرات للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، واهتمام أوروبا بقضاياها وقضايا دولية أخرى.
وإذ نفت المصادر وجود طرح محدد بشأن تحريك مبادرة عربية أو دولية لوضع حد لمعاناة الفلسطينيين، لفتت إلى أن المسؤولين اللبنانيين ركزوا مع شعث على جملة عوامل مهمة على صعيد التواصل العربي حول القضية الفلسطينية، وهي:
1 ـ إعادة دفع التفاهم اللبناني ـ السوري ـ الفلسطيني وإعطائه الزخم المطلوب، الأمر الذي يشكّل وحدة في الموقف تنعكس على تثبيت الحل العادل والشامل والدائم، وتمنع استفراد الدول العربية، في الحلول، وتشكل نواة حقيقية للثوابت العربية.
2 ـ إن الحلول المنفردة لم ترتد على الشعب الفلسطيني بالاستقرار والأمان، ولا على القيادة الفلسطينية، وهذا خير دليل على ضرورة استعادة أواصر التنسيق والتشاور بين كل من لبنان وسوريا وفلسطين حول ما يُطرح للمنطقة، والتشديد على أن المبادرة العربية للسلام تجسّد الحل الدائم لكل الأطراف، وأن إعادة لملمة الأطراف هي نواة التضامن المطلوبة.
3 ـ الدعوة إلى أن تكون السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية غير منقسمة على نفسها في المواقف، فالقيّمون على قضية ما، وأصحاب القضية، هم الذين يمثلون قدوة أمام الأخوة والأصدقاء لاحترام قضيتهم، ودعمها، مما ينعكس إيجاباً على المساعي التي تبذل في اتجاه الحل العادل.
إلى ذلك، أشارت المصادر إلى أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات في لبنان كانت مدار بحث مع شعث، إلا أن أجواء هذا البحث جسّد الحد الموجود من التفاهم اللبناني ـ الفلسطيني الراهن حول هذه المسألة. لكن التفاهم يتقدم أكثر في المستقبل إذا ما بدأت مسيرة الحل العادل والشامل والدائم بالتطبيق، وتغدو سهلة أكثر حيال النظر إلى مقتضيات العلاقات الثنائية. وعند ذلك تتم الاستعاضة عن الوقوع في فخ التقاتل اللبناني ـ الفلسطيني، بالحل السلمي الذي يحظى الجميع من خلاله بحقوقهم المشروعة والمنصوص عنها في الدستور اللبناني، لا سيما ما يتعلق برفض التوطين.
وأوضحت المصادر أن الأجواء تشير إلى أن الوضع الفلسطيني يتجه إلى مزيد من اليأس والانتحار، وعمليات إسرائيل تزيد عدد اليائسين، مما يخلق مزيداً من التطرف، محذرة من التخطيط والعمل لفبركة التطرف ليس في المنطقة فحسب، بل في مختلف أرجاء العالم، حيث يعبر التطرف كل القارات من دون رقيب أو ضوابط.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.