كشفت مصادر ديبلوماسية لـ "المستقبل" ان الولايات المتحدة الاميركية سألت لبنان عن موقفه بالنسبة الى ترشيح مفوض جديد لـ "وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم ـ "الاونروا"، يحل محلّ المفوض السامي الحالي للوكالة بيتر هانسن حين تنتهي ولايته نهاية السنة الجارية، ويتسلم خلفه المنصب بداية السنة الجديدة 2005.
ويأتي الاستفسار الاميركي عمّا اذا كانت هناك مقترحات محددة لبنانية حول ما هو مطلوب ممن سيتولى هذه المسؤولية ونظرته الى ذلك، مع اقتراب موعد انعقاد الدورة العادية الـ 59 للجمعية العامة للامم المتحدة في 21 ايلول المقبل في نيويورك، حيث سيتم طرح الموضوع وتحديد الشخصية التي ستتولى هذا المنصب الدولي.
وعلى الرغم من انه لا يحق للولايات المتحدة ترشيح اميركي لهذا المنصب، لأن نائبة المفوض هي اميركية كارين ابو زيد، إلا ان واشنطن تسعى الى بلورة موقفها من هذه المسألة، من خلال تحرّك في اتجاه لبنان وبقية الدول العربية للوقوف على رأيها من الموضوع.
وعلمت "المستقبل" من مصادر اوروبية ان السويد تدرس تقديم ترشيح مندوبها الدائم في الإتحاد الأوروبي السفير بول نيسلن الى الامانة العامة للوكالة، لكن حتى الساعة لا يوجد اي مرشح رسمي، في حين انه لم يعرف بعد ما اذا سيتم تقديم ترشيح شخصية عربية لتولي هذا المنصب، لكن الدول العربية ولبنان يدركون جيدا ان اسرائيل سترفض حتماً هكذا ترشيح لأنها تعتبر ان اي شخصية عربية في هذا المركز ستكون منحازة الى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وخصوصاً اللاجئين، وهذه مسألة حساسة بالنسبة اليها.
تجدر الاشارة الى ان اسرائيل اتهمت مرات عديدة "الاونروا" بالانحياز الى جانب الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وعندما استفادت السلطة الفلسطينية من برنامج المساعدات الدولية، لا سيما الاوروبية، عملت "الاونروا" للتخفيف من مساعداتها للفلسطينيين.
وسبق للكونغرس الاميركي، استناداً الى المصادر الديبلوماسية، ان أثار موضوع الاصلاحات في "الاونروا" ضمن مشاريع توصية في العام 2003. ويشار الى ان مساهمة الاتحاد الأوروبي في موازنة الاونروا تبلغ نحو 81 مليون دولار سنوياً، في حين تساهم الولايات المتحدة بـ 80 مليوناً وحدها.
ويتبرع العديد من الدول لتغيير هانسن، الذي خدم "الاونروا" اطول فترة اي منذ العام 1992، ويتفهم القضية الفلسطينية، ويدعو الى ان تفتح الدول المضيفة اسواقها للعمل امام اللاجئين. وجرت العادة ان تتسلم هذا المنصب دول محايدة كالدول الاسكندينافية.
وقد وضعت الولايات المتحدة مواصفات خاصة، مطلوبة لهذا المنصب، وهي: الخبرة الادارية والمالية، والحياد، والعمل بشكل وثيق بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وأكدت المصادر، ان لبنان يولي هذه المسألة الدرس اللازم وسيبلغ موقفه النهائي الى المهتمين. ويركز على اهمية ان يتفهم من يتولى هذا المنصب القضية الفلسطينية والحقوق العربية وفق القرارات الدولية ذات الصلة بالنزاع العربي ـ الاسرائيلي، خصوصاً القرار 194 القاضي بحق العودة، وإعادة تفعيل دور "الاونروا" عبر احترام قواعد تمويلها.
وأفادت المصادر ان هانسن يواجه عقبات مع اسرائيل غير الراضية عنه، وتعتبره منحازاً الى الفلسطينيين والعرب. وقدمت الاونروا 12 شكوى خلال العام الماضي ضد الممارسات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
ويذكر ان الدول المساهمة مالياً في "الاونروا"، خفضت دعمها في الآونة الأخيرة. وربما يتعلق الأمر بإصلاح الأمم المتحدة وضرورة محاربة الفساد داخلها، في اطار القضية الاستراتيجية بإعادة النظر في دورها. وهناك سبب آخر متعلق بالإحراج المالي الذي يعانيه العديد من الدول المموّلة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.