8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

فرنسا تعوّل على الدور العربي في تفعيل "المنتدى من أجل المستقبل" وعملية برشلونة

في الوقت الذي تنشغل فيه الإدارة الأميركية عن الشرق الأوسط، بالوضع العراقي، وباستحقاقها الرئاسي في الرابع من تشرين الثاني المقبل، تتجه أنظار لبنان ودول المنطقة إلى الدور الأوروبي، والفرنسي تحديداً، بحيث يكون لهذا الدور وقعه في مراحل حساسة في الوضع الاقليمي.
وأفادت مصادر ديبلوماسية غربية بارزة ان التحرك الفرنسي في الفترة المقبلة سيكون في اتجاه الدول العربية من خلال استكمال وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه جولته في المنطقة، والتي كان بدأها في حزيران الماضي، فزار مصر والاردن والأراضي الفلسطينية.
وتشدد الديبلوماسية الفرنسية في تحركها على ضرورة ان تساهم الدول العربية وتشارك في عدد من الأولويات في الاهتمامات الفرنسية في المنطقة في ظل الظروف الحاضرة، ونتائج قمتي الأطلسي والدول الصناعية الثماني اللتين عقدتا في حزيران الماضي، واتخذتا مواقف من موضوع الشرق الأوسط الكبير.
ازاء ذلك، تؤكد المصادر الغربية ان فرنسا تأمل من الدول العربية ان تؤدي دوراً مهماً في ما تعتبره أولويات لديها، وأهمها "تفعيل "المنتدى من أجل المستقبل"، الذي أقرّته قمة الثماني، والذي يفترض أن ينعقد في تشرين الأول المقبل خلال رئاسة الولايات المتحدة الدورية للمجموعة. وسيضم ممثلين عن دول المنطقة، فضلاً عن رجال أعمال وممثلين عن المجتمع الأهلي، في حين ان لبنان أو أية دولة في المنطقة لم تدع بعد إلى هذا المنتدى.
وتعوّل فرنسا على الأبعاد التي سيحملها هذا المنتدى الذي ترغب في أن يكون على مستوى المنتديات الاقليمية الكبرى. وهي تأمل من الدول العربية المشاركة فيه بطريقة مؤثرة وفاعلة وأن تقوم بفرض توجهاتها ورؤيتها الاصلاحية فيه من أجل أن يؤخذ بها، وعدم الاكتفاء بالمعارضة والمواقف السلبية.
وثمة مسألة أخرى تعتبر أولوية فرنسية تجاه المنطقة، وهي العمل بزخم على تفعيل عملية برشلونة للشراكة الأوروبية ـ المتوسطية وليس الحفاظ على استمرارها فحسب، ففرنسا ودول الاتحاد الأوروبي كافة تعتبر هذه العملية آليتهم الخاصة للتعاطي مع منطقة الشرق الأوسط وحوض المتوسط، ولا ترغب في التخلي عنها لمصلحة أي مشروع آخر أو خطة أخرى، ذلك ان برشلونة بدأت منذ العام 1995، وخصصت لها مبالغ مالية مهمة من خلال البرامج الاقتصادية والمالية المتنوعة فضلاً عن تلك الاجتماعية، أما الآن فيعتبر ان العدّ العكسي قد بدأ لاجراء الاحتفالات بالذكرى العاشرة لإطلاق عملية برشلونة.
كذلك ترغب فرنسا ودول الاتحاد في ان تشكل هذه الاحتفالات فرصة لاعطاء الشركة دفعاً جديداً ومتمايزاً. من هنا تطلب فرنسا من الدول العربية المشاركة في الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية تقديم أفكار ومبادرات واقتراحات عملية من أجل إبراز دورها في الشراكة من جهة، وتفعيل مقومات الشراكة في المنطقة وتعزيزها من جهة ثانية.
هذه الأولويات يرتقب أن تكون محور التعاطي الفرنسي تجاه المنطقة خلال الفترة المقبلة، ولمنطقة الشرق الأوسط أهمية استراتيجية بالنسبة إلى فرنسا، ومن هنا تبرز أهمية استمرار التواصل مع دولها، واستمرار اللقاءات الرسمية والزيارات على أعلى المستويات.
يذكر ان فرنسا تولي أهمية لأن تكون خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من غزة خطوة أولى تمهد لتطبيق "خارطة الطريق"، وتدعم المبادرة المصرية بين الفلسطينيين وإسرائيل، وتطلب من الفلسطينيين القيام بكل الخطوات للخروج من المأزق خصوصاً القيام بالإصلاحات الأمنية المطلوبة ودعم المبادرة المصرية.
لكن المصادر نقلت عدم اطمئنان فرنسا حيال إمكان حصول خرق إيجابي وسريع على الأرض بين الجانبين.
وبالنسبة إلى العراق، فإن فرنسا تنظر بإيجابية إلى عملية نقل السلطة، وترى ضرورة حصول تحسن أمني توصلاً إلى تحقيق الاستقرار وإجراء الانتخابات، وتطالب بدور فاعل للأمم المتحدة هناك.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00