8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

غول الجمعة في بيروت تكريساً لنهج جديد

يولي لبنان اهتماماً كبيراً، حسب مصادر ديبلوماسية بارزة، للمحادثات التي سيجريها نائب رئيس الوزراء التركي وزير الخارجية عبد الله غول مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته إلى بيروت التي تبدأ يوم الجمعة وتستمر ثلاثة أيام، وهي أول زيارة يقوم بها وزير خارجية تركي منذ العام 1983.
وتكتسب الزيارة أهمية كبيرة ان بالنسبة الى العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية التي تربط لبنان وتركيا، او بالنسبة الى الأوضاع في المنطقة، حيث تشهد العلاقات بين المثلث اللبناني ـ السوري ـ التركي محاولات تقارب تسير بخطى ثابتة ومتوازية من الدول الثلاث على حد سواء، في اطار تقارب عربي ـ تركي لارساء ارضية مشتركة في الموقف ازاء ازمات المنطقة والعالم، والقضايا المطروحة على بساط البحث.
هذا ما تؤكده المصادر، التي تشدد ايضا على أهمية النهج الجديد الذي تعتمده تركيا في سياستها الخارجية، والذي رسمه "حزب العدالة والتنمية"، الحاكم وتميل هذه السياسة الى تأييد الحقوق العربية بقوة، وعدم الاستسلام بسهولة لسياسة اسرائيل، على الرغم من العلاقات القديمة والجيدة التي تربط تركيا باسرائيل والتي اثمرت سابقاً توقيع اتفاق بينهما للدفاع المشترك.
إذاً تضافرت مجموعة عوامل، من بينها السياسة التركية المذكورة، اضافة الى سياسة العرب التي تعول على زيادة عدد الدول الصديقة، وابرزها تركيا، لتجسيد نقلة نوعية في العلاقات التركية ـ العربية عموماً والتركية مع كل دولة عربية بوجه خاص ومن بينها لبنان، من اجل توثيق التعاون وزيادة فرص التشاور السياسي بينهما، بعد الحرب الاميركية على العراق، والتدخل الاميركي في المنطقة، من هنا موقع زيارة غول المميز، والتي سبقتها زيارة رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري الى تركيا قبل نحو شهرين، وتبعتها زيارة لوزير الخارجية والمغتربين جان عبيد، فضلا عن لقاءات عبيد وغول في دبلن على هامش مؤتمر الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية، مع الاشارة الى ان الرئيس السوري بشار الاسد زار تركيا في الشتاء الفائت، وكل هذه الحركة تؤكد حصول تطور جديد في العلاقات يحمل معاني التفاهم والايجابية. وقد نقل عن احد المسؤولين الاتراك قوله ان تركيا هي المساند الاول للعرب، نظراً لعلاقاتها التاريخية معهم، فتركيا تكسب الكثير في ما لو وطدت الصداقة مع العرب على أسس واضحة ومتينة.
وأوضحت المصادر ان مباحثات غول في بيروت ستشمل ما يلي:
ـ شكر لبنان على دعمه مرشح تركيا الى منصب الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين اوغلو.
ـ التشاور في الموضوع العراقي في ظل المواقف التركية الايجابية من مسألة الحرب الاميركية على العراق، اذ ان لتركيا مصلحة اقتصادية وسياسية كما للبنان بالنسبة اليها في ان تكون قريبة من العرب، خصوصا في وقت يتأزم الوضع في العراق، وتكثر المشاريع التي ترسم للمنطقة من الخارج، فضلا عن تقويم مسألة نقل السلطة الى العراقيين.
ـ بحث تطورات القضية الفلسطينية وموقف تركيا الداعم لانتفاضة الشعب الفلسطيني.
ـ اطلاع المسؤولين اللبنانيين على نتائج قمة حلف شمال الاطلسي التي تنهي اعمالها اليوم في اسطنبول.
ـ مناقشة الموقف من الارهاب الدولي وسبل مكافحته.
ـ عرض انعكاسات الشراكة الأوروبية المتوسطية على العلاقات اللبنانية ـ التركية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00