8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

هل يمكن الرهان على إدارة أميركية جديدة؟

يتطلع لبنان ومعظم الدول العربية إلى الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة الأميركية في الرابع من تشرين الثاني المقبل، علَّه يحمل تصويباً لسياسة واشنطن تجاه دول الشرق الأوسط وقضية النزاع العربي ـ الاسرائيلي.
فالتقارير الديبلوماسية التي ترد إلى بيروت، تفيد ان من الصعب جداً ان تقوم الدولة العظمى بتحرك فاعل تعيد بموجبه "التدخل الايجابي" و"التوسط النزيه"، الى دورها في المنطقة، خلال الأشهر الخمسة التي تفصل عن هذا الاستحقاق. لكن هل يمكن ان تبنى على هذا التطلع آمال حقيقية؟
المصادر الديبلوماسية المطلعة جداً على تفاصيل التحرك الاميركي في شأن المنطقة، تؤكد ان الادارة الاميركية الحالية برئاسة الرئيس جورج بوش ليست في وارد تغيير نهجها في الفترة المتبقية من حكم بوش. وهي على العكس، تقصد ترك رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لكي يحقق مشاريعه، لا سيما المتعلقة بفصل الأراضي الفلسطينية وتقطيعها، والسبب يعود إلى عدم رغبة الادارة بعرقلته أو التعكير عليه في تنفيذ خطته في موضوع الفصل، إذا ما تمت كما لا ترغب بإحراجه داخلياً مع معارضي سياسته ومع أطراف آخرين في حزب "الليكود"، لذلك قبل إتمام عملية الفصل لقطاع غزة لن تحصل أي مبادرة أميركية بالتأكيد.
وبعد عملية الفصل، تتوقع الولايات المتحدة استمرار شارون في المضي بمشروعه الذي قد يؤدي الى "الترانسفير"، الأمر الذي سيخلق واقعاً جديداً، يبعد ظروف طرح المبادرات، لأن ما يعبر عنه شارون بأنه فصل وانسحاب من غزة، ليس إلا خطوة مهمة في تحقيق مشروعه "الترانسفير"، فضلاً من أن إسرائيل تحيط بغزة بالكامل، وتسيطر على المعابر الفلسطينية وأبرزها معبر فيلادلفيا مع مصر.
وتلفت المصادر الى تنامي المحاذير والخشية من ان لا تحمل الادارة الجديدة أي جديد للعرب، ومن الطبيعي ان تكون لكل رئيس طريقته واداؤه، لكن التساؤل الذي يبرز، هو ان العرب في نهاية عهد بيل كلينتون انتظروا الاستحقاق الرئاسي، فلم يحقق لهم كامل عهد بوش اي تقدم على صعيد الحقوق العربية، لا بل اصبح أمن اسرائيل هو الاساس على ان يفترض ان يتزامن مع تغيير ثقافة العرب وأنظمتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية أولاً ثم البحث بعملية السلام.
ولا تتوقع المصادر، ان تحظى القضايا العربية بأولوية لدى الادارة الجديدة مهما كانت، فقد يحظون على الأكثر بمقاربة مختلفة للمواضيع التي تهمهم، لكن في الجوهر، لن يتبدل شيء. فما خلفته أحداث 11 أيلول هو الأساس في التعاطي الاميركي مع المنطقة، وإسرائيل ستبقى الصديقة المميزة، ولن يتم انسحاب اميركي من العراق، فضلاً عن ذلك، إن احتمالات إعادة انتخاب الرئيس بوش تبقى الأوفر حظاً، على أساس أن الشخصية المعروفة تبقى أفضل من تلك غير الواضحة المعالم، كما أن الناخب الاميركي، لا يهمه سوى اقتصاده ومعيشته، وليس سياسة بلاده الخارجية، لذا بدأ بوش قبل فترة إجراءات اقتصادية حدت من نسبة الضرائب، ونشطت الاقتصاد الأميركي، وحركت الأسواق في مختلف القطاعات بعد الركود الذي أصابها غداة الحرب الاميركية على العراق.
والمرشح الديموقراطي، جون كيري لم يبرهن خلال حملته الانتخابية الحالية أنه أفضل من بوش بالنسبة الى القضايا العربية المحقة، فحملته هو الآخر، تقوم على استقطاب الناخبين اليهود، الذين وعدهم بدور كبير، وبتعزيز أمن إسرائيل، في الشرق الأوسط، فبوش وكيري كلاهما بالنسبة إلى القضايا العربية سيان، ومن غير المضمون إذا ما نجح كيري أن يبدي تفهماً للمطالب العربية، وبأنه سيتراجع بعد فوزه عما تضمنته حملته من دعم مطلق لليهود في أميركا وإسرائيل، ليعزز دور بلاده النزيه والوسيط والراعي لعملية السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، الذي يحظى بتقدير لبنان والعرب أما سياسة بوش فهي معروفة وواضحة ولا لزوم لتحليل مرتكزات حملته الانتخابية الثانية.
لذلك هناك اسئلة لبنانية وعربية تتناول قدرة أي إدارة أميركية على:
ـ وقف الضوء الأخضر المعطى لإسرائيل في المنطقة.
ـ الحل العادل للقضية الفلسطينية، في ظل القناعة التي تتكون لدى مراجع كبيرة عن أن الفلسطينيين لن يعودوا الى أرضه في دولة إسرائيل، بل الى دولتهم الراهنة، الأمر الذي يشكل معضلة أمام الدول المضيفة لهم، لا سيما لبنان الرافض للتوطين، وأمام حل القضية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
ـ الأخذ بالمبادرة العربية للسلام لإرساء الحل للنزاع العربي ـ الإسرائيلي، كما طالبت به قمة تونس العربية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00