يشارك لبنان اليوم في مؤتمر الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية الذي ينعقد في دبلن ـ ايرلندا، على مستوى وزراء الخارجية ويستمر حتى الغد. وسيكون المؤتمر فرصة أمام لبنان لدعوة المجتمع الدولي الى التنبه لخطورة فرض الأمر الواقع على العالم بدلاً من القانون والشرعية الدوليتين لا سيما على صعيد القضيتين الفلسطينية والعراقية.
ويعتبر هذا المؤتمر متابعة لمجموعة من مؤتمرات الشراكة بين الطرفين والتي ارسيت اسسها في مؤتمر برشلونة 1995، الذي قام على الحوار في ثلاثة مجالات: سياسي أمني، اقتصادي مالي واجتماعي ثقافي.
ويتمثل لبنان بوزير الخارجية والمغتربين جان عبيد الذي سيقدم الموقف اللبناني ازاء القضايا المطروحة. وتشارك 37 دولة بينها 27 اوروبية ومتوسطية. وعشر دول من أوروبا الشرقية التي انضمت الى الاتحاد الأوروبي.
وأفادت المصادر الديبلوماسية البارزة ان المناقشات في مؤتمر دبلن ستتركز على مجالي الحوار السياسي والحوار الاقتصادي بين الدول الأوروبية وبالمتوسطية لكن الأهمية ستعطى للمواضيع السياسية ذات الاهتمام المشترك وهي اثنتان: الأولى: عملية السلام في الشرق الأوسط وما طرأ عليها، والثانية: الوضع في العراق.
وتؤكد المصادر أن ثمة تحولاً بارزاً في الموقف العربي المتوسطي حيال المشاركة في مؤتمرات الشراكة مع أوروبا. اذ بعدما كان الرأي السائد منذ مؤتمر برشلونة في العام 1995، بأن مسار برشلونة منفصل عن عملية السلام، ثم حصول تعديل في الموقف، بحيث يسود الرأي العربي حالياً، ان مسار برشلونة لم يعد منفصلاً عن عملية السلام في المنطقة، وان الاثنين متكاملان، مع الاعتراف أنه في كل مرة يحصل تقدم على مستوى السلام، يحصل تقدم مماثل على مستوى الشراكة الأوروبية المتوسطية.
لكن يبقى السؤال انه اذا ما استمر تجاهل الغاء المعايير القانونية للعلاقات الدولية. وانعكاس ذلك في تجميد عملية السلام، فكيف سيؤثر ذلك في مسار الشراكة. واذا أصر العرب على الشراكة وحضور اجتماعاتها على اساس ان الحوار هو السبيل لحل المشاكل العالقة. فهل يمكن ان تتلمس واشنطن صدى المواقف المشتركة الأوروبية المتوسطية؟ كما أنه لماذا يستمر الضغط السياسي على سوريا لتوقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، عبر اشتراط الثلاثي بريطانيا هولندا، والمانيا سياسياً عليها ان توقع قبل ذلك تعهدا حول منع استعمال اسلحة الدمار الشامل واقتنائها؟
ومن الأكيد ان العلاقات الاقتصادية بين كل دولة متوسطية والاتحاد سيتم درس واقعها وما توصلت اليه، وسيتم في المؤتمر الترحيب بليبيا لكي تأخذ دورها في عضوية الشراكة الأوروبية المتوسطية، بعد تسجيل المجتمع الدولي عليها نقاط ايجابية سياسياً.
ومن المقرر ان يصدر عن المؤتمر خلاصات، كما يحصل في كل مرة، ترفع الى قادة الدول المعنية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.