8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

هل يلغي لبنان تحركه الرافض للتوطين؟

أفادت مصادر ديبلوماسية بارزة أن لبنان يخشى من تأثيرات مرحلة ما بعد الوعود التي أطلقها الرئيس الأميركي جورج بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن مستقبل الفلسطينيين ودولتهم، وتحركه الرافض لتوطين الفلسطينيين على أرضه.
وكان هذا التحرك أنجز في اتجاه الدول العربية وينتظر ان تبلوره القمة العربية في تونس، وكان مقرّراً له ان يتجه الى أوروبا بعد القمة بدعم عربي واسع وفاعل، ثم الى الولايات المتحدة الأميركية.
ولا شك، في ان الولايات المتحدة هي المحطة الأكثر تأثيراً في القرارات المتعلقة بملفات المنطقة، لكن يسود الموقف اللبناني الان حال من التريث بشأن استكمال التحرك الوزاري، في حين ان التحرك النيابي لن يتوقف.
وتعزو المصادر الديبلوماسية الأسباب وراء التريث اللبناني، ولاسيّما في اتجاه واشنطن، الى وجود نظريتين حيال قراءة التطوّرات، الأولى، تشدّد على ان العلاقات والتطوّرات الدولية باتت في حالة حرب ونزاعات لا متناهية تجري خارج إطار القواعد القانونية الدولية، وخارج مقررات الشرعية والأعراف الدولية، وإذا تأكد ذلك مع الوقت ايضاً، فإن وعود بوش لن تبقى حبراً على ورق، بل ستأخذ طريقها الى التنفيذ الفعلي، وستقابلها حالات عدة من عمليات العنف التي تحوط بأي عمل مقاوم للاحتلال وللحلول غير العادلة.
اما النظرية، الثانية، فتقدم أفكاراً ايجابية متفائلة، إذ ترى ان وعود بوش ترمي اولا الى تحسين وضعه الانتخابي لتوفير فرص نجاحه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل، وهدفها الآخر، هو تسهيل مرور الاستفتاء الإسرائيلي على الانسحاب من غزة، ممّا يدعم هذه الخطوة، ويبعد عنها المعارضة الإسرائيلية.
وحسب هذه النظرية، فإن وعود بوش غير نهائية، بل هي تكتيكية، على ان تحتم ظروف فوزه المقبل إذا حصلت مواقف جديدة تبعاً لمجرى الأحداث على الأرض ولمقتضيات الظروف.
لكن الأكيد، ان الموضوع لدى واشنطن مرتبط بالمعادلات، وأين تقع مصالحها في ذلك لا بمنطق الحلول العادلة. عدا ذلك، فان الإدارة الأميركية الحالية، وعلى الرغم من انها ليست في أجواء يمكن التحدّث معها حول رفض التوطين، هي أساساً في مرحلة التحضيرات الانتخابية، وردها على أي مطلب بات صعباً جدا.
ولكل هذه الأسباب ثمة تريث لبناني تقرّر ان يستتبعه تريث عربي خلافاً لما كان محتملاً قبل وعود بوش. وليس واضحا،إذا كان لبنان سيتخذ قراره بإلغاء تحركه أو تأجيله، الى حين وجود إدارة أميركية جديدة بعد الانتخابات الرئاسية.
إلا ان المصادر الديبلوماسية الغربية في بيروت والمعنية بلادها بالمجموعة الرباعية الدولية التي ستعقد اجتماعاً لها في الرابع من أيار المقبل في نيويورك لبحث إعادة إحياء "خارطة الطريق"، تؤكد من خلال دراسة الرسائل التي تبودلت، أن وعود بوش لشارون تشير الى الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، أولاً، ثم "خارطة الطريق".
وهاتان الملاحظتان يمكن اعتبارهما ايجابيتين.
لكن المصادر تلفت في الوقت نفسه، الى ضرورة التذكير بأن الانسحاب الإسرائيلي من غزة يمكن ان يكون ايجابياً إذا تزامن مع تنفيذ "خارطة الطريق". وتشير هذه المصادر، الى ان ثمة مشكلات حساسة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، كالحدود ومصير اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات والعاصمة الفلسطينية، لا يمكن حلها إلا في إطار الحل النهائي، وعلى أساس موافقة فريقي النزاع، وعلى أساس القرارات الدولية.
لذا وعلى الرغم من وعود بوش، تقول المصادر ان الأمر لا يقدم الحل النهائي أو يحل محله، ولا تزال "خارطة الطريق" قائمة، وقرارات مجلس الأمن الدولي، ورضا الطرفين على الأفكار المطروحة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00