تلقي الوعود التي قطعها الرئيس الأميركي جورج بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون حول القضية الفلسطينية، بثقلها على التحركات العربية تحضيراً للقمة المرتقبة في تونس في منتصف أيار المقبل. فما تأثير هذه الوعود على القمة، وهل صحيح أنها تشكل خطراً قد يحول دون انعقادها؟.
تؤكد مصادر ديبلوماسية لبنانية أن وعود بوش ستسرّع عقد القمة ولن تؤدي إلى إلغائها على الإطلاق بسبب خلافات. كما أنها ستدفع في اتجاه التخفيف من آثار إلغاء تونس للقمة التي كانت محددة في 29 و30 آذار الماضي. وخلافاً لكل التوقعات تقول المصادر ان العرب سيبحثون في العمق وفي مضامين البنود المعروضة على جدول أعمال القمة، ولم يعد مكان القمة يحتل الأولوية في المساعي لعقدها. وفي هذا الصدد سيتصدر بند النزاع العربي ـ الإسرائيلي بما فيه قضية فلسطين واجهة المناقشات، على حساب تراجع احتدام المواقف بالنسبة إلى إصلاح الجامعة، والإصلاحات المعروضة على الدول العربية ومشروع الشرق الأوسط الكبير، والمسألة العراقية.
وتؤكد المصادر ان الوعود الأميركية لشارون ستجسد في القمة رؤية موحدة للوقوف في وجه المشروع الأميركي، الأمر الذي سينعكس على الموقف الأميركي في العراق، حيث ستزداد العمليات، في ظل إعطاء الوعود الأميركية المتطرفين وجميع المتضررين من المشروع الأميركي للمنطقة ذريعة لزيادة الضغوط، ولا سيما في المجال الأمني، ما يعني أن التطرف مرشح للتصاعد سواء في فلسطين أو في العراق.
كذلك، ان مشروع "إعلان تونس" الذي جوجله وزراء الخارجية العرب وبات في مرحلته النهائية خلال اجتماعهم التحضيري للقمة، سيتبناه القادة العرب في القمة، في حين أنه لو عقدت القمة قبل صدور موقف الرئيس بوش الأخير، لكانت اندفعت مقرّراتها الإصلاحية أكثر في اتجاه الانفتاح على المشروع الأميركي.
يذكر أن الوزراء العرب توصلوا في اجتماعهم التحضيري إلى اتفاق حول المشروع الإصلاحي بالنسبة إلى التعاطي مع الأفكار المطروحة للشرق الأوسط، وبقي الخلاف على اختيار عنوان القرار الذي سيتضمن هذا الموقف.
وعلى الرغم من خلفية الوعود الأميركية لشارون، والتي تنعكس تخوفاً لدى لبنان والدول المضيفة للاجئين حيال مستقبل ملف اللاجئين وعودتهم إلى ديارهم، ومخاطر فرض مناخات لا تتوافق مع الحل العادل، تقول المصادر الديبلوماسية اللبنانية ان موقف بوش هو موقف انتخابي لن يأخذ طريقه إلى التنفيذ الواقعي، ذلك أن الرئيس الأميركي محرج أمام الرأي العام الأميركي نتيجة الوضع في العراق، وهو مضطر إلى اتخاذ مثل هذا الموقف سعياً إلى الحصول على تأييد اللوبي الصهيوني، بعدما أيقن من خلال استطلاعات الرأي الأميركية أنه خاسر في الانتخابات المقبلة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.