على الرغم من ادراج المشاريع الأميركية والأوروبية حول الشرق الأوسط على جدول اعمال القمة العربية تحت بند "الأفكار المتداولة للشرق الأوسط"، فإن المصادر الديبلوماسية البارزة في بيروت، تؤكد ان لبنان يعتبر ان كل المشاريع المطروحة هي غير نهائية.
والسبب في كونها ليست نهائية يكمن في الآتي:
ـ ان الولايات المتحدة ستعلن موقفها في حزيران وعليه لا يزال ثمة مسافة ثلاثة أشهر تفصل عن استحقاقات القمم الثلاث: مجموعة الثماني الصناعية، وقمة حلف الناتو، والقمة الأميركية ـ الأوروبية. ولن يصبح الموقف الأميركي نهائياً الا بعد انتهاء هذه القمم، اذ قد يطرأ تعديل على المشروع الأميركي أو قد يتم الدمج بين المشروع الأميركي والمشروع الألماني ـ الفرنسي في مشروع واحد.
لكن روسيا الاتحادية يبدو أنها ، استناداً الى المصادر، لن تعمد الى تقديم مشروع مماثل لتنمية الشرق الأوسط وتطويره، ولم تتبلغ الديبلوماسية اللبنانية عن امكان ان تتقدم روسيا بشيء من هذا القبيل.
مع العلم أن الموفد الروسي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ألكسندر كالوغين سيزور بيروت في وقت قريب، في اطار جولة له في المنطقة، سيتم الاعلان عن موعدها الرسمي لاحقاً. لكن روسيا بالتأكيد سيكون لها موقف من هذه المستجدات.
ـ ان الموقف العربي من هذه المشاريع سيتحدد رسمياً في مقررات قمة تونس. ومع الملاحظات المعروفة ازاء المشاريع، تدور في المشاورات العربية غير المعلنة اسئلة تتناول: هل ان الضغوط الحاصلة هي بقصد تغيير الأنظمة لاحقاً بعد خلق دينامية معارضة داخل كل الدول العربية نتيجة المطالبات بالاصلاح والتنمية والتطوير؟ أم ان الضغط يستهدف تغيير سياسة الأنظمة فقط، وبكلام آخر هل ان المهم هو تغيير النظام أم ان المهم تغييرر النظام لسياسته وحسب.
تؤكد المصادر، انه حتى الآن، واستناداً الى تقارير ديبلوماسية يظهر ان الضغط هو على الأنظمة لكي تغير سياساتها. لكن المستقبل البعيد يبقى غير واضح المعالم. وان كان الهدف تغيير سياسة الأنظمة، فالتساؤلات هي: هل كل سياساتها، أم جزءاً منها. وهل يجب حصول التغيير في السياسات بشكل فوري، أم بصورة تدريجية ومع الوقت؟
مما لا شك فيه، ان هناك حقيقتين لن تتناولهما مقررات القمة، وهما: اهتمام كل دولة عربية بترتيب علاقاتها مع واشنطن. هذا مع العلم انه في هذا الوقت برز انفتاح مفاجئ وواسع أبدته بعض الدول العربية في اتجاه السياسة الأميركية أخيراً، ادى الى احراج كبير لدول أخرى، من الممكن ان افكارها في الأساس كانت تفضل ان يتم كسب انجازات سياسية في عملية السلام، قبل تقديم هذا المستوى من الانفتاح الى الدولة العظمى "على طبق من فضة".
لكن، أين يكمن التخوف؟ يكمن، استناداً الى المصادر الديبلوماسية اللبنانية، في تحريك الفئات المعارضة للأنظمة مما يؤدي الى تغييرها لاحقاً، تحت ظروف الضغوط الداخلية، والخارجية.
وتلفت المصادر الى انه حتى لو فاز المرشح الأميركي الديموقراطي جون كيري، فإن ذلك لن يغير توجه الادارة الأميركية حيال نظرتها الى دول المنطقة، و"مستلزمات تطورها".
كذلك، ان الدول العربية ستواجه صعوبات فيما اذا فكرت بجهة دولية بديلة للولايات المتحدة لكي تكون راعياً لقضاياها. فالاتحاد الأوروبي يملك اوراقاً فاعلة بالنسبة الى الصراع العربي ـ الاسرائيلي، لكن هذا الخيار قد لا يكون ناجحاً بالكامل في المدى المنظور، فضلاً عن ظروف الاتحاد الذي سيصبح عدد اعضائه 25 دولة، وتمايز المواقف فيه بين البريطاني ـ الاسباني ـ الايطالي من جهة والفرنسي ـ الألماني من جهة اخرى.
كما ان الدول العربية تدرك جيداً انه لا يمكن للاتحاد ان يقود مفاوضات استراتيجية تكون نتيجتها لمصلحة العرب في صراعهم مع اسرائيل.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.