8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الجولة العربية لباول فرصة لبحث "المبادرة" الأميركية

تطرح مصادر ديبلوماسية لبنانية رفيعة، تساؤلات تتناول موقع المبادرة الأميركية حول "الشرق الأوسط الكبير" والمبادرة الألمانية القريبة في أهدافها من الأميركية، في الاتصالات العربية التي تسبق القمة في تونس نهاية آذار الجاري. ذلك أن المصادر تؤكد أن هذه المبادرات وسبل التعاطي معها تأخذ حيّزاً مهماً من المشاورات الحاصلة، ولن تكون تتجاهل مقررات القمة.
من هنا تفيد المصادر أن العمل جارٍ سواء عبر التنسيق الحاصل بين القادة العرب، أو عبر الاجتماعات الوزارية العربية التي بدأت في القاهرة مساء أمس، لتحديد موقف عربي منها يصدر في إعلان تونس. وأكدت أن هناك أغلبية عربية تفضل أن يتم ذكر هذا الموقف في البيان الختامي للقمة، وليس أن يتم إدراج المسألة للبحث رسمياً عبر وضع بند من خارج جدول أعمالها. وتتكثّف المشاورات الديبلوماسية حالياً لتضمين إعلان تونس فقرة لا ترفض المبادرين في "المبدأ"، لكنها سترفق هذا الموقف بثلاث نقاط هي:
أولاً: عدم قبول الفرض من الخارج على الدول العربية عبر هاتين المبادرتين.
ثانياً: ضرورة حصول استشارة الدول العربية بصورة مسبقة ونقاش مع قادتهم عند طرح أي أفكار متعلقة بدولهم، لا سيما أن الاستشارة والنقاش مطلوبان قبل حزيران المقبل، وهو موعد قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني والتي من المرتقب أن تعلن مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الذي تطرحه الولايات المتحدة.
ثالثاً: ان أي مشروع للمنطقة يصعب نجاحه إن لم يحل النزاع العربي ـ الإسرائيلي، ولهذا الحل مقوّماته في المبادرة العربية للسلام، وفي مقررات مؤتمر مدريد للسلام من أجل إرساء سلام عادل وشامل ودائم، مما يسهّل التفكير بمشاريع أكثر تفصيلية للمنطقة.
وتلفت التقارير الديبلوماسية، الى أن هناك جدلاً حقيقياً يدور الآن وتعمل كل من الإدارة الأميركية من جهة، وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى على تبديد خلفياته وتوضيحها. ويتناول الجدل:
ـ هل أن المبادرة الأميركية التي دعمها المستشار الألماني غيرهارد شرويدر ووزير خارجيته يوشكا فيشر، تستدعي من لبنان والدول العربية لا سيما المتوسطية أن يعتبروا أنهم أمام أفكار لشراكة جديدة متوسطية ـ أوروبية؟ أم أن هذه الطروح تستدعي من لبنان والدول العربية المتوسطية، اعتبار أنهم أمام أفكار لشراكة أوروبية ـ أميركية ـ متوسطية موازية للشراكة الأوروبية ـ المتوسطية التي أرسيت قواعدها في مؤتمر برشلونة في العام 1995؟
ـ ان لبنان تبلّغ خلال الساعات الماضية أن الألمان والفرنسيين يعتبرون أن المبادرة الألمانية الجديدة المطروحة لا تلغي الشراكة بحسب برشلونة، وانها موازية للشراكة الأوروبية ـ المتوسطية. ويسأل لبنان: كيف تكون موازية وتشمل الأطراف نفسها والأهداف ذاتها.
ـ ان الدول العربية وبينها لبنان وسوريا يخشون أن يتم تخطي حل الأزمة في الشرق الأوسط نتيجة تطبيق مشاريع أخرى أو مبادرات أخرى للمنطقة وشمولها دولاً أخرى. ويسألون ما إذا كان يفترض أن تكون المشاريع الجديدة مسبوقة بحل النزاع العربي ـ الإسرائيلي، أم أنها موضوع مستقل عن مسألة حل هذا النزاع؟ وهذا سؤال جوهري يفترض أن يجد القادة العرب جواباً عنه خلال جولة وزير الخارجية الأميركي كولن باول الحالية في المنطقة. كما أن القادة العرب ينتظرون أن يتضح لهم من خلال محادثاتهم مع باول، ما إذا كانت مبادرة "الشرق الأوسط الكبير"، سيتم تحريكها حتى لو لم تحل أزمة الشرق الأوسط، وما إذا كانت مجموعة الثماني ستجتمع وتقرّر المبادرات وتقدمها منجزة وجاهزة الى الدول، وهذا ما لا يريده العرب.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00