8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

"الأفكار" و"المشاريع" الدولية بشأن المنطقة تهدف الى تطويق القمّة لتتبنى "الإصلاح"

كشفت مصادر ديبلوماسية بارزة ان لبنان حدد بعد قراءة للأفكار التي تزوّد بها في موضوع "مشروع الشرق الأوسط الكبير" الذي تطرحه الولايات المتحدة الأميركية، نظرته الى هذا الطرح وخلفياته والأسباب الكامنة وراء توقيته في الظرف الحالي.
في هذا السياق، أكدت هذه المصادر جملة امور:
أولاً ـ ان لبنان لم يتسلم هذا المشروع رسمياً، أي كوثيقة محددة المرجع، وما تسلمه عبر قنوات خاصة هي الأفكار التي بني عليها المشروع، لذلك فإن لبنان لا يمكنه ان يقدم جواباً على ما ينقل في وسائل الاعلام.
ثانياً: ان افكار هذا المشروع نقلتها صحيفة "الواشنطن بوست" عن تصريح لوزير الخارجية الأميركي كولن باول، لكنها في الوقت نفسه مسألة مرتبطة أميركياً بمستشارة الأمن القومي ـ كوندوليزا رايس. الا ان المشروع قد يتحول الى مبادرة رسمية، تعلن خلال القمة المقبلة لحلف الناتو، أو لمجموعة الثماني.
ثالثاً: لاحظت المصادر، ان هذا الطرح تزامن مع طرح ألماني عبر عنه وزير الخارجية يوشكا فيشر في المؤتمر الدولي للأمن، الذي عقد قبل نحو 12 يوماً في ميونيخ، حيث اقترح مبادرة أوروبية ـ أميركية للشرق الأوسط والشرق الأدنى بهدف جمع خطط الاتحاد الأوروبي والناتو في شأن دول حوض البحر المتوسط، وتشكيل منطقة التجارة الحرة في هذه المنطقة لغاية سنة 2010. وهذا المشروع تبلغه لبنان عبرالقنوات الديبلوماسية. وكل ذلك تزامن مع اهتمام فرنسي بمعرفة موقف لبنان من المبادرتين، فضلاً عن اهتمام سويسري بتسويق "وثيقة جنيف" التي وقعها قادة فلسطينيون وقادة اسرائيليون والتي لا يزال الغموض يلف مصيرها. كما ان هناك اهتماماً اسبانيا بدور ما في الشرق الأوسط.
وتحاول اسبانيا وألمانيا السير بطريقة مماثلة للدور الفرنسي. خصوصاً ان ألمانيا عززت حضورها سواء من خلال عملية تبادل الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله" في مرحلتها الأولى، أو المفاوضات التي تستأنف لانجاز المرحلة الثانية، او من خلال الدور الذي اداه فيشر من اجل تطبيق "خريطة الطريق" قبل أشهر من الآن حيث زار الأراضي الفلسطينية واسرائيل مرات عدة.
كل ذلك يحصل قبل استحقاق مهم لدى الدول العربية وهو القمة العربية التي ستعقد في 29 و30 آذار المقبل. ويهدف توقيت هذه المبادرات والطروح الى تشجيع اندفاع الدول العربية نحو تبني افكار الاصلاح المعروضة عليهم، خلال القمة المقبلة.
ازاء ذلك، تعتبر المصادر، ان فكرة الاصلاح بحد ذاتها التي تطرح دولياً. انما هي مطروحة عربياً بدءاً من جامعة الدول العربية. وبعض الدول العربية. وهناك اوراق مقدمة لإصلاح منظومة العمل العربي المشترك وتطويرها، وتشير صراحة الى بناء الديموقراطية في الدول العربية، وتعميمها، وتشير الى دور المجتمع المدني والجمعيات الأهلية.
لذلك تصاعدت التحذيرات التي أطلقها مسؤولون لبنانيون وقادة عرب من المشاريع المطروحة على العرب في وقت ستبحث القمة مسائل مصيرية، عبر مشاريع تعديل ميثاق الجامعة واصلاح العمل العربي المشترك، فالمسائل مصيرية بالنسبة الى الجامعة العربية ودورها، كما بالنسبة الى العلاقات العربية ـ العربية.
رابعاً: ان خطورة طرح مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، تكمن في التخوف من ان يصبح تحقيقه شرطاً أميركياً للسلام في المنطقة. فالسلام عبر "خريطة الطريق" كانت شروطه "وقف العنف"، ثم الأمن، ثم تحقيق السلام. أما الآن وبعد مرور نحو 9 أشهر على اطلاق "خريطة الطريق" وتعذر تنفيذها، تطرح واشنطن برنامجاً للمنطقة يرفع الشروط المطلوبة لتحقيق السلام. فأصبحت كالآتي: وقف العنف، ثم الأمن، ثم تغيير الأفكار وتغيير الثقافات، ثم تغيير الأنظمة السياسية، فتغيير الأنظمة الاقتصادية، ثم السلام.
وتعرب المصادر عن اعتقادها ان القمة العربية ستكشف، ما اذا كانت الثوابت العربية والتضامن العربي الحقيقي لا تزال حصناً عربياً منيعاً أم لا.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00