أعربت مصادر ديبلوماسية بارزة في بيروت عن ارتياح لبنان الرسمي لما حققته المحطة الأولى من جولة وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد إلى كل من المملكة العربية السعودية والبحرين، وتنتظر ان يحقق في زياراته إلى كل من قطر والكويت والإمارات وسلطنة عُمان ابتداء من يوم الأربعاء المقبل، النتيجة المتوخاة في الفهم المشترك والتنسيق حيال إسقاط التوطين، وإعادة الحياة إلى المبادرة العربية للسلام.
وتؤكد المصادر ان من بين الخطوات المتقدّمة التي أحرزها التحرك اللبناني، التوافق حول ضرورة انعقاد كل من لجنة المتابعة والتحرك العربية، واللجنة الخاصة بالمبادرة العربية للسلام، وهذا يرتقب في وقت قريب جداً، إن لم يكن في نهاية كانون الثاني الجاري، فسيتم بحسب المساعي العربية الجارية في شباط.
وهذا ما يجسد مسألة ان المبادرة العربية للسلام لا تزال القاسم المشترك بين الدول العربية وهناك اهتمام عربي بإعادة الزخم إليها وتعزيز دورها.
كذلك، ان الارتياح اللبناني يعود أيضاً إلى وجود رغبة لأن يحظى المطلب اللبناني بوحدة موقف عربي جديد ويندرج في إطار عمل عربي مشترك.
من هنا، ان أي اجتماع للجنتين العربيّتين يعتبر إطاراً لبلورة أي مشروع عربي مشترك في هذا الصدد.
ويعتبر لبنان، في تحركه هذا ان المراجعة المباشرة تبقى أفضل من عدم المراجعة، ولا سيما إذا جاءت عن طريق المراجع المسؤولة، إذ تدفع الأمور إلى مزيد من الاهتمام. مع العلم ان الوزير عبيد انطلق من الثوابت العربية، لكن أسلوب المقاربة للحقوق العربية تميّز بالحداثة وفلسفة جديدة، في طريقة انقلاب جذري حيث بدلاً من الخلاف مع الفلسطينيين على مسألة التوطين، سعى إلى تدعيم الموقف الفلسطيني وتصليبه وتضامن العرب معاً لمواجهة هذه المعضلة في صف واحد.
وتقول المصادر، ان توقيت تحرك عبيد يتناسب مع حركة يجب ان تؤدي إلى بداية تكريس وزراء الخارجية العرب في اجتماع اللجنتين ثم في الدورة المقبلة للجامعة العربية، ثم في قمة تونس نهاية آذار المقبل، لمطلب لبنان، الأمر الذي سيسهل استكمال جولة الوزير الأوروبية ومن ثم الأميركية، متسلحاً بموقف عربي شامل ومتضامن.
وأكدت المصادر، ان جولة عبيد الأوروبية والأميركية لهذه الغاية لن تتم قبل قمة تونس التي يرتقب ان تجسد دعماً واسع النطاق لما يطالب لبنان به، كما سينكشف عنها ما إذا ستوفد القمة مع الوزير عبيد وزراء عرباً أو الأمين العام للجامعة عمرو موسى إلى كل من أوروبا والولايات المتحدة.
وستتواصل جولة الوزير عبيد العربية لتشمل المغرب العربي، ولا سيما تونس والمغرب.
ولم يتضح بعد هل ستشمل ليبيا، مع استبعاد ذلك، في حين انه لا يوجد حتى الآن مواعيد للزيارة إلى مصر.
وتعتبر المصادر ان التحرك اللبناني في تجاه العرب ومن ثم إلى أوروبا في الربيع المقبل، خطوة أساسية لتوفير الظروف المطلوبة لإنجاح التحرك نحو واشنطن. وعلى الرغم من ان التحضيرات اللبنانية للتوجه نحو واشنطن لم تبدأ بعد، فإن المعلومات الأخيرة التي تلقاها لبنان تفيد ان حدة المطالبة بالتوطين هناك قد تضاءلت، وأنه يبدو ان النائبة في الكونغرس الأميركي اليانا روس قد تراجعت عن طرحها، وأنه لا يوجد شيء في الولايات المتحدة يقول بالتوطين خصوصاً على مستوى الإدارة الأميركية.
ورغم ذلك، لن يوقف لبنان خطة تحركه، فتحركه يهدف إلى درء المخاطر في شأن حلّ موضوع اللاجئين، التي قد تحصل، ولا سيما إذا ما رافقتها أجواء دولية مشحونة وجمود في طروح الحلول العادلة والشاملة. ويرى لبنان انه من الضروري استكمال خطواته في هذا السبيل، ولو لم يكن هناك خطر داهم. كما يدرك لبنان تماماً، انه من الآن وحتى موعد استحقاق الانتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني المقبل، فإن الحلول النهائية للصراع العربي ـ الإسرائيلي ستكون بعيدة المنال، بما في مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.