أفادت مصادر ديبلوماسية بارزة ان لجنة المتابعة والتحرك المنبثقة عن قمة شرم الشيخ العربية ستعقد اجتماعاً لها على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة، في الأسبوع الأول من كانون الثاني المقبل، لمتابعة تنفيذ مقررات القمة ودرسها، إذ تتم هذه المتابعة على هذا المستوى بصورة دورية كلما ارتأى الوزراء الأعضاء فيها ذلك. وآخر مرة كانت في أيلول الماضي، على هامش أعمال الدورة الـ120 لجامعة الدول العربية.
وعلى الرغم من ان لبنان لم يتسلم رسمياً بعد جدول أعمال الاجتماع، إلا أن المصادر تتوقع استناداً الى الاتصالات العربية القائمة لتحديد موعد نهائي للاجتماع، ان تتركز مباحثات اللجنة على التطوّرات العربية والأوضاع المستجدة. وتبعاً لذلك ثمة اهتمام خاص بموضوعين أساسيين هما: الوضع في العراق بعد اعتقال رئيسه السابق صدام حسين، ولا سيما ان اجتماع اللجنة هو الأول على مستوى الجامعة العربية بعد هذا الحدث المهم، بحيث ستكون فرصة ليقوّم كل وزير عربي الوضع ويقدّم قراءة بلاده للتطوّرات على الساحة العربية.
اما الموضوع الثاني فهو الوضع في الأراضي الفلسطينية في ظل استمرار فشل تطبيق "خارطة الطريق"، فضلاً عن الموقف الليبي الأخير في شأن التخلي عن أسلحة الدمار الشامل.
وسيفيد لبنان، الدولة العضو في اللجنة، من مناسبة انعقاد اجتماعها، لطلب دعم موقفه الرافض لتوطين الفلسطينيين على أرضه، وضرورة إعادة إحياء المبادرة العربية للسلام التي من ضمنها تطبيق القرار 194 القاضي بحق العودة، ورفضها ايضاً للتوطين. مع العلم ان اللجنة العربية الخاصة بالمبادرة، لم تعقد أي اجتماع لها في ظل الرئاسة البحرينية الحالية للقمة العربية. وسيكون تحرك لبنان في اللجنة لهذه الغاية مقدمة لتحركه المباشر في اتجاه كل دولة عربية بمفردها، والذي يرتقب ان يبدأ بالمملكة العربية السعودية.
ويتوقع لبنان ان تدعمه اللجنة في رفض التوطين والتشديد على المبادرة العربية للسلام.
لكنه، بحسب المصادر، لن يسقط من حسابه ان اللجنة قد تعمل على إيجاد صيغة ما تجمع بين هذا الموقف ومواقف بعض الدول العربية التي رحبت بـ"خارطة الطريق" أو بـ"وثيقة جنيف"، بحيث من المحتمل ان يشير البيان الختامي الى أهمية أي مساع إذا كانت تؤدي الى الحل الشامل والعادل في المنطقة وترحيبها بها.
وتؤكد المصادر ان كل دولة ستركز على ملفها الخاص في الاجتماع، ومن الصعب تحقيق العمل على سياسة عربية موحدة ومشتركة لدرء المخاطر التي تهدّد الأمة العربية، في حين ان مسؤولية هذا الواقع ستلقي بظلالها على قمة تونس العربية في آذار المقبل، والتي ستأخذ في الاعتبار التداعيات الأخيرة، ولا سيما مسألة القبض على صدام حسين وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة، فضلاً عن نجاح الولايات المتحدة في محاربتها للإرهاب، وانعكاسات هذا الأمر على الخيارات الموجودة أمام سوريا وليبيا، والأجواء بالنسبة الى إيران وتعاون الأخيرة وليبيا مع الأمم المتحدة في شأن الأسلحة.
وأشارت المصادر الى ان الساعات القليلة المقبلة ستبلور مواعيد زيارات وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد الى المملكة العربية السعودية بعد مشاركته في أعمال اللجنة، ثم مواعيد زياراته الى مصر والدول الخليجية الأخرى، بحيث انه إذا لم تتم الجولة في الأسبوعين الأولين في كانون الثاني المقبل، فستتأخر الى ما بعد عيد الأضحى المبارك نظراً الى بدء موسم الحج في 23 كانون الثاني، والتحضيرات السعودية التي ترافقه وتسبقه ايضاً قبل أسبوع، واستقبال المملكة للحجاج على أكثر من مستوى سياسي وشعبي من الدول الخليجية كافة، ثم الإجازة التي تليها على سبيل الراحة.
لذلك يعوّل لبنان على إتمام الزيارات قبل النصف الأول من كانون الثاني.




يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.