أوضحت مصادر ديبلوماسية رفيعة لـ"المستقبل" ان وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد بدأ تحضيراته للتحرك الذي سيقوم به من أجل شرح موقف لبنان الرافض للتوطين الفلسطيني على أرضه، وثوابت لبنان للحل العادل والشامل والدائم في المنطقة.
وأفادت هذه المصادر، ان الوزير عبيد سيقوم بجولة عربية تبدأ بمصر وحدّد موعدها في الثامن من كانون الأول المقبل وتستمر ثلاثة أيام يلتقي خلالها وزير الخارجية المصري أحمد ماهر، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. ومن المحتمل ايضاً ان يلتقي عبيد الرئيس المصري حسني مبارك.
وبعد مصر من المقرر ان يتوجه عبيد الى الدول الخليجية في الفترة الواقعة ما بين الخامس عشر من كانون الأول المقبل والثاني والعشرين منه، وستشمل هذه الجولة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، على ان تستكمل الى كافة دول الخليج الاخرى.
وتكمن أهمية الجولة العربية في بداية التحرك اللبناني المباشر لمنع التوطين، في تعبيد طريق الدعم والتحضير المتضامن عربياً من أجل التحرك المرتقب في اتجاه محطة الولايات المتحدة الأميركية وهي المحطة الأكثر دقة وصعوبة وتحتاج الى عمل مكثف في مجال هذا التحرك. ذلك ان وحدة الموقف العربي إذا ما تجدّدت بحزم حيال هذه المسألة ستؤثر في نتيجة التحرك، اما بالنسبة الى التوجه الى الدول الأوروبية، فتقول المصادر، ان عبيد لن يكتفي بشرح الموقف مستفيداً من فرصة انعقاد مؤتمر وزراء خارجية الدول الأوروبية ـ المتوسطية الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع المقبل في نابولي الايطالية، واسماع 27 وزير خارجية وجهة نظر لبنان حيال المسألة، بل سيخص عبيد أوروبا بجولة، يقصد فيها الرئاسة الايطالية للاتحاد الأوروبي، والرئاسة الايرلندية المقبلة للاتحاد والتي تبدأ في أول السنة المقبلة، فضلاً عن فرنسا وألمانيا واسبانيا. ويرتقب ان تتم هذه الجولة في شهر كانون الثاني المقبل، على ان هناك اجتماعاً عربياً أوروبياً على مستوى وزاري مع الوزير عبيد صباح اليوم التالي لمؤتمر نابولي سيشرح عبيد ولمدة نصف ساعة أسس الحل للاجئين الفلسطينيين، وان الحل العادل من شأنه ان ينعكس على استقرار الوضع ليس فقط في المنطقة، بل في العالم أجمع.
ولاحظت المصادر، ان استعدادات التحرك لهذه الغاية في اتجاه الولايات المتحدة لم تبدأ بعد، واعتبرت هذه الاستعدادات يفترض ان تنطلق بسرعة، مع العلم ان ذلك يتطلب تحضيرات كبيرة وتتناول المدخل والإطار اللازمين ومدى وجود استعدادات أميركية ومناخات حوار في ظل المواقف المتشدّدة التي يبديها الكونغرس الأميركي.
ذلك انه إذا ما بوشر بالتحرك في اتجاه الولايات المتحدة، سيكون تحركاً لبنانياً نيابياً أولاً، لان الخطوات الأميركية لا تزال تتخذ على مستوى الكونغرس فقط، وليست حتى الآن ملزمة للإدارة. من هنا لم يحسم بعد توقيت التحرك تجاه الدولة العظمى وإطاره.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.