8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

السفير البريطاني يتحدث عن أبعاد زيارة فيرنهام

كشف سفير بريطانيا في بيروت جيمس وات، ان وزيرة الدولة لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية البارونة سيمونز أوف فيرنهام لا تحمل الى لبنان، الذي خصته بالزيارة اليوم، أية أفكار خاصة حول موضوع السلام في الشرق الأوسط، انما تأتي زيارتها في إطار استكمال الحوار الثنائي القائم بين البلدين.
وأوضح وات "ان بريطانيا مهتمة بعمق كغيرها من دول العالم، بمشاكل المنطقة السياسية، والقضايا الأمنية بين إسرائيل وجيرانها. ولبنان بالطبع بلد مهم في المنطقة ومعني مباشرة بتسوية هذا النزاع. لذلك فالزيارة هي لاستكمال الحوار القائم بين البلدين حول مثل هذه المسائل، وللاصغاء الى الهواجس اللبنانية، ولتوفير الدعم لكل الجهود الآيلة الى التوصل لحل سياسي".
وبحسب السفير وات، فإن زيارة البارونة، هي الأولى لمسؤول بريطاني على هذا المستوى منذ عامين، فقد زار لبنان في العام 2001 الوزير بيتر هاين الذي كان يشغل المنصب ذاته آنذاك.
ولفت وات الى ان برنامج الوزيرة لن يشمل لقاءات مع "حزب الله" أو أية أحزاب لبنانية اخرى، ذلك ان هدفها الاستطلاعي يتجه الى عقد لقاءات مع الرسميين اللبنانيين وسيتناول البحث مواضيع العلاقات الثنائية والرغبة في تقويتها وتطويرها.
وتأتي الوزيرة فيرنهام الى بيروت بناء على نجاح توصية السفير وات، وعلى خلفية الموقف البريطاني حيال مسألة اللاجئين الفلسطينيين ومن قرار البرلمان الأوروبي الأخير. وهذا الموقف يقول: "إن البرلمان الأوروبي حر في استصدار القرارات من أي نوع يرى انها مناسبة"، كما قال السفير وات. فالبرلمان الأوروبي حر بتبني القرارات من أي نوع كانت، لكن ليس بالضرورة ان تمثل قرارات البرلمانات سياسات الحكومات الأوروبية.
وعن الموقف البريطاني من مسألة اللاجئين الفلسطينيين في دول الشتات، يعتقد وات "ان هؤلاء مضى الزمن على كونهم لاجئين. وهذه المسألة هي قضية يجب التفاوض عليها بين الأفرقاء المعنيين مباشرة بالحل، كجزء من تسوية شاملة للنزاعات بين إسرائيل وجيرانها".
مؤكداً ان بريطانيا "ستواصل لعب دورها في التشجيع على تسوية سلمية للمشكلة برمتها، وستبذل جهودها لهذه الغاية، لكن الأفرقاء هم الذين يتوصلون الى الاتفاق، وليس لبريطانيا ان تفرض عليهم أي اتفاق".
وإذ شدد على ان بلاده تقرّ بالأهمية الحقيقية لمسألة اللاجئين بالنسبة إلى لبنان، أشار وات إلى ان هذه القضية "هي قضية إنسانية بالنسبة إلى الفلسطينيين، ووطنية بالنسبة إلى لبنان وغيره من الدول، لذلك يجب أن تحل كجزء من تسوية شاملة، وتعمل بريطانيا كل ما في وسعها للوفاء باحتياجات مختلف الأطراف لأن بريطانيا ليست طرفاً، "لكننا نقر ان الموضوع صعب، واننا لأسباب إنسانية نقول بجمع الشمل، وان لدى الحكومة اللبنانية الحق في رفض قرار البرلمان الأوروبي لأنه حق لها".
ولفت وات إلى ان هناك فارقاً بين موقف الحكومات وبين ما يتبناه البرلمان الأوروبي، الذي يطوّر حالياً دستوره، لكنه لا يستطيع إجبار الحكومات على السير بقراراته.
ولفت أيضاً إلى أهمية لبنان في المنطقة وهو معني بحل النزاع ودوره في العالم مهم، حيث ان "الثقافة مهمة كالقوة" فالعادات والتقاليد من الاحترام المتبادل والتعايش في اتباع الديموقراطية وطرق الحياة واستيعاب المعتقدات نتعلمها من لبنان، وهذا درس للجميع، ولدينا التحديات في ذلك بالنسبة إلى العراق وبناء سياسته حيث نعمل الآن هناك من أجل ان ينظم العراقيون سلامهم واستقرارهم في المنطقة عبر قرار ينبع من الشعب العراقي.
ووات، الذي أمل ان يعمل كل الأفرقاء في الجنوب على ضبط النفس، يرفض وباسم بلاده ان يطرح توقعات حول مستقبل الوضع الجنوبي، وفي الوقت عينه دعا إلى ان ينخرط كل الأفرقاء بمن فيهم "حزب الله" في أخذ دورهم في العملية السياسية.
أما في الموضوع العراقي، يؤكد وات انه إذا كانت النتيجة ناجحة فإن ذلك يبرر تدخلنا في العراق، والنتيجة هي في حرية العراق واستقراره وان يحكمه العراقيون، واننا واثقون من تحقيق هذه النتيجة، ونريد دعم كل الأفرقاء في تحقيق ذلك.
وأبدى وات أسفه لوقوع الضحايا اللبنانيين في تفجيرات السعودية، مشيراً إلى التعاون الوثيق بين بلاده وحكومات المنطقة لايجاد حل لحماية المدنيين في المنطقة.
ولم يبد وات أية اشارة إلى انه يعرف شيئاً حول انتقال مقاتلين عبر الحدود اللبنانية إلى العراق، معوّلاً على جهود الحكومات الصديقة في استعادة الأمن والاستقرار.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00