8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

حركة موفَدين.. لكنّ قاطرة التسوية متوقفة

تشهد بيروت خلال الأيام المقبلة حركة موفدين دوليين أولهم اليوم مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الكندية مارك بايلي، وغداً نائب وزير الخارجية الايطالي ألفريدو مانتيكا، وبعد نحو 10 أيام وزيرة الدولة البريطانية للشؤون الخارجية بارونس سايمونز.
فهل تتوقع بيروت ان يحمل هؤلاء أفكاراً محددة لإعادة تحريك الحوار السياسي في المنطقة؟
تؤكد مصادر ديبلوماسية لبنانية بارزة ان أياً من هؤلاء الموفدين لن يحمل معه أية مقترحات من شأنها خرق الجمود الحاصل وإعادة الحوار السياسي بين الفرقاء المعنيين. فالمسؤول الكندي يرغب في استطلاع الوضع في المنطقة، وخصوصاً انه تسلم منصبه حديثاً، وتأتي زيارته إلى لبنان في إطار جولة له على عدد من دول المنطقة للتعرف إلى مواقف قادتها.
وتأتي زيارة نائب وزير خارجية إيطاليا إلى لبنان ودول المنطقة في إطار التحضير لمؤتمر الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية الذي سيعقد في نابولي في إيطاليا في الثالث من كانون الأول المقبل على مستوى وزراء الخارجية.
وسيتم عرض مشروع جدول أعمال المؤتمر وظروف المناقشات التي ستتم وسيحض كل الأطراف على المشاركة في المؤتمر.
اما بالنسبة إلى الوزيرة البريطانية، فإن زيارتها ستتمحور حول تطوّرات الوضع في فلسطين والعراق فضلاً عن العلاقات الثنائية من دون ان تكون لبلادها أي مبادرة خاصة سوى إسماع قراءاتها لتلك التطوّرات ومعرفة وجهات نظر دول المنطقة.
وتشير المصادر إلى ان ثمة من أراد ان تكون ورقة جنيف غير الرسمية بين إسرائيليين وفلسطينيين حول الشرق الأوسط بمثابة مخرج للجمود الذي عانت منه المنطقة وسحب نفسه تحديداً على المساعي الدولية من أجل تقديم طرح ما في الوقت الضائع، ولكنها لفتت إلى ان لبنان لم يتبلغ أي معلومات حول هذه الورقة، وأن سويسرا فقط هي الجهة الثالثة التي على اطلاع كامل على ما تضمنته.
والأسباب الكامنة وراء استبعاد طرح أي مبادرات جدية للعودة إلى طاولة المفاوضات تكمن في ما يأتي:
ـ ان الحديث الأميركي عبر القنوات الديبلوماسية لا يزال يتركز على المسألة الأمنية، ولا يوجد أيّ مؤشر لحصول اهتمام بالمسألة السياسية، مع الإشارة إلى أن فرنسا تحض الولايات المتحدة على ضرورة تقديم أفكار سياسية للحلول وعدم اقتصار المبادرات على الطروح الأمنية التي تعتبر أمراً خطراً لا يقدم مناخاً مريحاً لأوضاع المنطقة.
ـ ان إسرائيل لا تزال ترفض الحديث عن هدنة، في حين ان "حماس" وعدت حالياً عرفات بأن لا مانع لديها من السير في الهدنة. ويذكر ان الهدنة كانت سرت مطلع الصيف الفائت، ولمدة ستة أشهر.
ـ ان الولايات المتحدة لا تزال تعارض عقد مؤتمر دولي جديد للسلام، معتبرة ان هذا الطرح غير عملي.
ـ ان المساعي الروسية لاستصدار "خارطة الطريق" بقرار صادر من الأمم المتحدة تعتبر تطوّراً، لكنها لا تشكل مخرجاً للجمود الذي وصلت إليه المنطقة.
ـ ان ربط الولايات المتحدة معاودة المفاوضات بما تسميه "مكافحة الدول للإرهاب"، هي مسألة جدية لديها. وسيستمر الجمود إلى حين اقتناع واشنطن بأن الدول المعنية بالسلام تحارب فعلاً "الإرهاب".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00