ليس لدى الجمعية العربية ـ الأميركية المناهضة للتمييز العنصري، ومركزها واشنطن، أي موقف خاص من "حزب الله"، على أنه ليس مستحباً لديها عمل المنظمات السياسي ـ الديني، الذي تعتبره "مشكلة".
لكن ما يلفت انتباه الجمعية، هو أن الحزب أنجز مهمة ناجحة في مسألة محددة جداً هي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. والبراهين غير واضحة على ما إذا كان الحزب قد شارك في أعمال خارج لبنان أم لا. وترى الجمعية أن الفارق شاسع بين "حزب الله" و"حماس" أو "الجهاد الإسلامي"، وهذا يفترض تسجيله، كما أن من المفيد للبنان في حال قرر نشر سلطته الأمنية حتى الحدود الدولية مع إسرائيل أن يعامل "حزب الله"، كما عامل بقية الأحزاب اللبنانية اثر انتهاء الأحداث التي عصفت به.
ولا تقف هذه الجمعية مكتوفة الأيدي تجاه ما طال ويطاول العرب الأميركيين من ردات فعل بعد أحداث 11 أيلول. إذ أن مهمتها الدفاع عن حقوق العرب الأميركيين والحفاظ على حضارتهم.
وتعتبر الجمعية الأهم في الولايات المتحدة والأوسع امتداداً ونشاطاً، وتأسست في العام 1980 بمبادرة السيناتور السابق جيمس أبو رزق نظراً إلى ما كان يحصل من حوادث تمييز عنصري ضد الأميركيين من أصل عربي.
ففي حالات الافتراء، تتدخل الجمعية للدفاع القضائي، وفي حالات التمييز العنصري تتدخل بالعمل القانوني اللازم. وتعمل الجمعية لتغيير الواقع عندما يحصل إجحاف بالحقوق لتأمين عدم التفريق وعدم التمييز.
ويقول مدير الإعلام في الجمعية حسين ايبش: "إن التمييز العرقي والديني يؤدي إلى انقسام المجتمع، وهو أمر غير ضروري، إن الجمعية تتدخل دائماً وتعبّر عن موقفها لإحراز تصحيح سريع في أوضاع غير مناسبة، وهي تجري نقاشات مع نواب في الكونغرس الأميركي حيال العديد من القضايا المطروحة للنقاش، كما تقوم الجمعية بالدفاع عمن يشعر بالتمييز أمام المحاكم".
وتستفيد الجمعية من النظام الأميركي والقوانين الأميركية للدفاع عن الذين يستهدفهم التمييز العنصري. وتتعاون في ذلك مع جمعيات دولية ومنظمات، وجمعيات مهاجرين، ولديها اتصالات مع البيت الأبيض، ومع إدارات الدولة الرسمية الحكومية في الولايات المتحدة، وتستفيد أيضاً من خدمات وسائل الإعلام والانترنت لتشجيع الناس على التصويت مع مشروع أو خطة ما، أو التصويت ضدها، وفقاً لما تقتضيه عوامل مناهضة التمييز العنصري، وللقيام بالحملات المطلوبة لذلك، وانطلاقاً من مدافعة الجمعية عن الحقوق الدينية للأميركيين العرب في الولايات المتحدة. ويرغب الأعضاء الأساسيون في الجمعية في أن تجسد الجمعية دوراً أكثر فاعلية في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والشعب العراقي.
ويؤكد ايبش أن الجمعية تتعامل مع الجمعيات العربية الإسلامية في العديد من القضايا، لكنها تسجل اتفاقاً معها في أوجه معينة، ونقاط تباين في أوجه أخرى، على سبيل المثال، فإن الجمعيات التي ذكرت متدينة جداً، فيما الجمعية العربية ـ الأميركية ليست كذلك، ولا تعنى بالموضوع الديني، وتنطلق في تعاونها مع الجهات الأخرى من فكرة أن التعاون الأوسع هو أهم من الآفاق الضيقة.
ولا تتمتع الجمعية بعلاقات جيدة مع إسرائيل، في حين أنها تتعامل مع منظمات يهودية صغيرة بشكل أفضل، فضلاً عن أن اليهود الأميركيين يتعاونون على أساس أنهم يؤمنون بالحرية ويتفقون معنا إلى حد كبير.
وفي اعتقاد المسؤولين في الجمعية، فإن العرب يستطيعون أن ينشطوا بفاعلية من أجل أن يقدموا صورة تكون حقيقية عنهم وتمثلهم، بدلاً من أن يعطي الغير فرصة لنفسه لتقديم صورة عن العرب للرأي العام الأميركي، الذي يتأثر جداً في حالة إعطاء المعنيين بأي مسألة صورة صادقة عن وضعهم من دون خداع.
ويؤكد المسؤولون أن العرب هم المسؤولون تجاه ما يحصل لصورتهم من تشويه، وفي مقدرتهم الدفاع عن هذه الصورة، لكن تلزمهم الجدية، إذ يجب أن يدركوا أنه إذا كانت هذه المسألة ذات أهمية قصوى بالنسبة اليهم فعليهم لذلك رفع الصوت وتحسين الصورة وجعلها واقعية.
ويشير هؤلاء الى أن ذكاء الدولة العبرية تجلى في العمل لإبعاد الناجحين العرب عن الشخصيات الأميركية، وبالتالي عن إمكان تأثرهم بقيام مثل هذه الصداقات وتوجيهها لخدمة المصالح والحقوق العربية.
ويرون أن النظرة الشعبية الأميركية تجاه المملكة العربية السعودية تغيرت خلال العام الماضي نتيجة للاتهام بالمسؤولية عن أحداث 11 أيلول، لكن الإدارة الأميركية تستطيع الدفاع عن العلاقة مع المملكة. كما أن الديبلوماسيين الأميركيين القدامى، ومنهم على سبيل المثال ريتشارد مورفي، يدركون قضايا الشرق الأوسط بكل أبعادها. حتى أن مثل هذا الاتهام لا نجده موضع جدل ونقاش لدى أساتذة الجامعات لفروع العلوم السياسية أو الأبحاث السياسية.
وفي هذه المسألة يلاحظ هؤلاء أن الجمعية لم تجد أحداً، لا في الكونغرس ولا من الحزبين الجمهوري أو الديموقراطي، بادر الى القول "لا" لهذا الاتهام، ودعا الى إعطاء المزيد من الوقت لإطلاق الأحكام، ويرد كيسنجر على الأميركيين الذين يعتبرون "ان السعودية لم تعد صديقة للولايات المتحدة، وأنها لم تكن كذلك، وأن واشنطن ارتكبت غلطة"، بالقول: "إن الوضع معها ليس كذلك، غير أن مساحة ضيقة جداً تركت للأصوات التي دافعت عن حسن العلاقة مع المملكة، لذلك لا يمكن للسعودية إلا الاعتماد على ذاتها، واتخاذ إجراءات للدفاع عن سمعتها جدياً وسريعاً".
إن موضوع ما إذا كانت السعودية صديقة أو عدوة، كما المسألة العراقية والإرهاب، كلها أمور ربطت معاً في العقل الأميركي.
والجمعية تقوم بنشاطات مع المواطنين للدفاع عن ضرورة عدم التمييز أو "الإجحاف في السمعة"، كما أن المواطنين استطاعوا وعبر تحريك الجمعية لهم من خلال الانترنت، خلق مناسبات للدفاع عن القضايا الفلسطينية، والسخرية هي أن الشعب الأميركي يعرف أن السعودية ليست وراء عملية 11 أيلول، وأن هذا الشعب قد يتهم الموساد.
وترى الجمعية أن التعاطي الأميركي مع سوريا كعدو "مسألة مضحكة وساخرة" وتتساءل "إن تأثير مجموعة أو اثنتين على أمر ما يجعل من سوريا عدواً؟ وهل ستتم جدولة قانون محاسبة سوريا عملياً"، لا يزال هناك جدل داخلي أميركي حول ما إذا كانت سوريا تعتبر جهة تهدد الأمن الدولي أم لا، لكن لا توجد مساحة للنقاش الداخلي حول سوريا أميركياً، بل شعور عام سلبي أميركي ضد سوريا، لكن المسألة تجاهها ليست مسألة عدو أو صديق كما يتم التساؤل بالنسبة الى المملكة العربية السعودية.
ويؤكد ايبش من جهته "ان الحريات الدينية الموجودة في الولايات المتحدة هي جزء من التاريخ الفكري والحضاري للغرب"، لافتاً الى أن الجمعية تعمل لدعم أي مجموعة منبوذة حتى لو كانت يهودية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.