8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

موقف عبيد محاولة جادّة لإقناع واشنطن بالمواقف العربية

توقفت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت، عند اهتمام رؤساء البعثات الديبلوماسية المقيمة في لبنان، بمضامين الكلام الذي توجه به وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد الى الولايات المتحدة بشأن ضرورة ان تأخذ بوجهة نظر اصدقائها في المنطقة، ولا سيما ان 95 في المئة من الدول التي تضمها منظمة المؤتمر الاسلامي وعددها 57 دولة، صديقةٌ لواشنطن.
وأكدت هذه المصادر ان موقف عبيد "هو محاولة جادّة سعيا الى ايجاد وسيلة ناجعة لاقناع واشنطن بالمواقف العربية المحقة، في حين لا يضع لبنان نفسه ولا الدول العربية نفسها في موقع شد التنافس مع اسرائيل لكسب التأييد الاميركي والدعم"، مع ان المصادر تركز على امرين اساسيين هما:
"الأول: مدى تأثر واشنطن بعنصر الصداقة والتذكير بها للاخذ بالموقف العربي، وهي التي لا تزال تسير بخطى واثقة في نظرتها واسلوبها في التعاطي مع دول المنطقة. ويبدو ان انتظار رد الفعل على هذا المنطق مهم، بقدر اهمية اجراء تقويم للعناصر التي يمكن للدولة العظمى ان تتأثر بها حيال القضايا العربية، اما الامر الثاني فهو ان حرص لبنان والعرب على صداقة الولايات المتحدة أمر جيد، لكن ثبت حتى الان، ان احدا لا ينافس اسرائيل على اميركا، وقد لا تأتيه صداقة أخرى في مرتبة أولى على الصداقة الاميركية ـ الاسرائيلية".
وتعدد المصادر عوامل عدة تؤكد ذلك اهمها:
العلاقات الاميركية ـ الدولية "فللولايات المتحدة علاقات جيدة بفرنسا بالرغم من التباين في وجهات النظر حيال بعض المواقف، خصوصا في المدة التي سبقت الحرب على العراق وحتى الان، ويرى الان تعاون مهم ازاء هذه المسألة، والعلاقات وثيقة.
كذلك فإن الولايات المتحدة تتفهم وتتعاون مع كل الدول الاوروبية ومنها المانيا وايطاليا برغم ما خلفته الحربان العالميتان الأولى والثانية.. كما انه كانت للولايات المتحدة عداوة مع الاتحاد السوفياتي ما لبثت الان ان تطورت الى علاقات بروسيا الاتحادية.
واذا قورنت علاقات الولايات المتحدة بالعالم كله، بما هي مع العالم العربي، يمكن القول انها افضل مع العالم مما هي مع العرب".
وأشارت المصادر الى عامل ثان هو "اهمية المقارنة ايضا، بين العلاقة الاميركية بالجالية اليهودية الاميركية وعلاقتها بالسود الاميركيين. فعدد اليهود هناك اقل بكثير من عدد السود الذي هو30 مليون نسمة، فيما الجالية اليهودية ستة ملايين نسمة وهي منذ قرن ونصف في الدولة العظمى، في حين ان السود هناك منذ 400 عام. ومع ذلك فإن الوجود اليهودي أقوى ومؤثر وفاعل في شتى المجالات".
وفي هذا السياق، تتساءل المصادر، هل كانت انطلاقة فكرة "المسيحيين الاوائل"، او ما يسمى "المسيحية المتصهينة"، مصادفة أو مسألة خطط لها وانتجها الاعلام اليهودي، "فمنذ ان ازاح قداسة البابا الخطيئة عن اليهود، بدأوا يفكرون في أن اليهودية هي أصل المسيحية، وان دراسة الارض الموعودة وحيثياتها استنادا الى العهد القديم، هي اهم من دراسة السيد المسيح وحياته وتعاليمه، كما ان لديهم اصرارا على انه لتحقيق ما ورد في العهد القديم، يجب ان تتمكن دولة اسرائيل وتصبح قوية وقادرة، من اجل ان يذهب هؤلاء "المسيحيون" الى الجنة".
هذه النزعة، اذا قورنت ايضا بما كان يحصل هناك قبل 30 عاما من حرق للصليب وتعذيب للسمر والسود والذين اتهموهم بأن الفرد منهم هو "نصف انسان" وليس انسانا. فاذا ما اعيد التذكير بذلك، فإن المسيحية تقول بالتسامح لا بالتعذيب، وبأن السلوك المسيحي لا يكون مصادفة، بل انه توجه روحي مستمر.
أما على صعيد حقوق الجاليات العربية التي تدفع الضريبة وتنشط اقتصاديا، ونسبة عالية منها صوتت للرئيس الاميركي جورج بوش، فتدعو هذه الجاليات الى انصافها لانها لا تستفيد من الدعم الذي تلقاه الاقليات في اميركا، وفي الوقت نفسه لا تكتسب حقوق الاكثرية، وهذه قضية جوهرية تسعى الجالية الى ايجاد حل لها.
وعلى صعيد مكانة الجالية نسبة الى التطورات الخارجية، فهي تتأثر بقضايا الدعم الاميركي لاسرائيل في الموضوع الفلسطيني، كما تتأثر بالضغوط التي تمارس على لبنان وسوريا خصوصا.
وتشير المصادر، الى ان امام العرب طريقا طويلا لجعل الاميركيين الاقرب اليهم "ويشعر العرب ان دورهم في استمرار تثقيفهم حول تفاصيل قضاياهم المحقة، علَّ ذلك يفيد".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00