كشفت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، ان لبنان يدرس المشاركة في مؤتمر الدول المانحة للعراق الذي يبدأ أعماله اليوم في مدريد ويستمر على مدى يومين.
وقالت المصادر ان هناك اتجاهاً لحضور لبنان المؤتمر، والتعامل مع الدعوة الاسبانية لذلك بإيجابية، خصوصاً وأنه لم تعد هناك أية اشكالية بالنسبة إلى علاقات الدول العربية مع العراق، بعدما قررت هذه الدول، ومن بينها لبنان، التعامل مع مجلس الحكم الانتقالي العراقي والحكومة التي انبثقت عنه. وهذا ما تجسّد في مقررات الدورة 120 العادية للجامعة العربية التي عقدت في 9 و10 أيلول الماضي.
وأوضحت المصادر ان لبنان سيبلور موقفه الرسمي ازاء حضوره المؤتمر اليوم، وسيتحدد بموجب ذلك مستوى التمثيل الذي قد لا يرتفع إلى مستوى وزير.
وتتناول دراسة لبنان لحضوره المؤتمر مسألتي الفائدة، ومبدأ التعاطي مع هذه الدعوة. فبالنسبة إلى الفائدة ينقسم الرأي إلى اثنين: الأول: يقول بوجوب المشاركة في المؤتمر والمساهمة المالية، على الرغم من ان أوضاع لبنان تتطلب دعماً دولياً، على اعتبار ان المساهمة من شأنها إدخال لبنان في ماكينة إعادة إعمار العراق، الأمر الذي يعود بالفائدة الاقتصادية عليه إذا ما نظر في الموضوع على المديين المتوسط والبعيد. أما الثاني، فيقول بحضور المؤتمر وعدم المساهمة لأن لبنان لا يملك الامكانات المالية التي تخوله المساهمة، ولا يزال لبنان ينتظر انعقاد مؤتمر "باريس 3" لدفع عملية تمويل الاعمار لاقتصاده إلى الأمام.
وفي كل الأحوال، فإن لبنان ولو لم يكن يمتلك امكانات المساهمة المالية، فإن رجال الأعمال اللبنانيين يعتبرون ان السوق العراقي بالغ الأهمية بالنسبة إليهم، وسيسعون بكل الوسائل إلى الاشتراك في تقديم العروض للتلزيمات للبنى الاقتصادية، خصوصاً وأن لديهم خبرة واسعة وقيمة في إعادة الإعمار وتنفيذ المشاريع، وتقديم الأفكار المهمة في هذا المجال. وهذا ما قام به رجال الأعمال حيال إعادة إعمار افغانستان، حيث قدموا الخبرات، ولم تقدم الدولة المال.
وأفادت المصادر انه من أصل 70 دولة وجهت إليها الدعوات للمشاركة في مؤتمر مدريد، ستشارك 58 دولة، وتنظم اسبانيا المؤتمر، في حين ان الولايات المتحدة التي حفزت على إقامته، ووفرت له كل الدعم وظروف حضور منظمة الأمم المتحدة والبنك الدولي ومؤسسات التمويل الدولية التي تشرف على توضيح حاجات العراق الاعمارية للتمويل، والقطاعات والبنى التحتية التي ستتم مناقشة تمويلها مع الجهات المانحة.
وتعوّل مصادر ديبلوماسية معنية في الخارجية الاميركية على الدعم الذي سيلقاه العراق من الدول المشاركة في المؤتمر لا سيما الدول العربية المحيطة بالعراق، مشيرة الى ان الرئيس الاميركي كان طلب 70 بليون دولار لتمويل إعادة اعمار العراق، لان احتياجاته ضخمة، وعلى الجميع المشاركة والمساعدة في تلبيتها، والانخراط بفاعلية في هذا الجهد لاعادة بناء العراق الذي يعتبر بلداً غنياً في المقدرات، لكن عقود من الزمن حيث الديكتاتورية والعزلة ونقص الاستثمارات وتجديد القطاعات، اثرت سلباً عليه.
وتتوقع المصادر، ان يعرب المشاركون عن جودهم وكرمهم وفاعليتهم في عملية إعادة إعمار العراق، لا سيما وان هذا المؤتمر هو بداية سيتبعه انعقاد مؤتمرات متتالية لدعم العراق على هذا المستوى ولاستكمال هذه العملية حتى النهاية.
واوضحت المصادر، ان المؤتمر هو الاول من نوعه، وستتسلم الدول المشاركة تفاصيل الحاجات التي يجب ان تلبى من جانبها والتي سترسل جواباً على ذلك.
ولفتت المصادر الى ان، المؤتمر يفسح في المجال لكل الجهات بالمشاركة في تمويل العراق وان لا تكون المسألة حكراً على جهة معينة، واكدت ان التعاطي الاقتصادي بين الدول وبين الشعوب يؤدي الى تعزيز فرص التفاهم في ما بينهم، وبالتالي ايجاد الحلول لبعض النقاط العالقة سياسياً مع ما يلزم بذلك من جهود ومثابرة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.