يكثف لبنان تحضيراته اللازمة لمشاركته في الدورة العادية الـ58 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها في 23 أيلول المقبل. ولا تقتصر التحضيرات على هذه المشاركة فحسب، بل تشمل ايضاً استكمال ملفات الجولة الخارجية، التي هي الأولى لوزير الخارجية والمغتربين جان عبيد، في مجال تعزيز العلاقات الثنائية والبحث في تطوّرات المنطقة. ذلك ان رحلاته الخارجية كانت تقتصر على المشاركة في المؤتمرات والاجتماعات في إطار عربي او اسلامي او شراكة أوروبية ـ متوسطية.
ومن المقرر ان يبت مجلس الوزراء في جلسته في الرابع من أيلول المقبل بتشكيل الوفد اللبناني الى نيويورك ومن سيلقي كلمة لبنان.
غير ان هناك اتجاهاً لأن يتمثل لبنان بالوزير عبيد. مع العلم انه كان حدّد موعد 23 أيلول لإلقاء لبنان كلمته أمام الجمعية العامة.
وتؤكد المصادر الديبلوماسية البارزة في بيروت ان اللقاءات التي سيعقدها وزير الخارجية على هامش أعمال الدورة 58 ستكتسب أهمية خاصة، لناحية إمكان دخولها في بعض التفاصيل والأفكار المطروحة، وتأكيد لبنان على ثوابته الوطنية، وتلك التي تعنى بعملية السلام في الشرق الأوسط، والوقوف على آخر الأفكار التي يتم التداول بها دولياً بالنسبة الى الوضع في المنطقة.
وتشير المصادر الى ان لبنان بدأ اتصالات لترتيب لقاءات تجمع الوزير عبيد مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، فضلاً عن وزراء خارجية كل من فرنسا وألمانيا وايطاليا واليونان وتركيا، ورئيس المفوضية الأوروبية كريس باتن، فضلاً عن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا.
اما بالنسبة الى احتمال انعقاد لقاء بين عبيد ووزير الخارجية الأميركي كولن باول في نيويورك، فأنه وارد، خصوصاً إذا ما تبلغ لبنان استعدادات ايجابية أميركية لحصول اللقاء.
ومن المقرر ان يشارك عبيد في ثلاثة اجتماعات تنسيقية في نيويورك على هامش أعمال الدورة، الأول يجمع وزراء خارجية جامعة الدول العربية، والثاني وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي، والثالث وزراء خارجية منظمة دول عدم الانحياز. وهذه الاجتماعات تعتبر تشاورية يتم خلالها عرض وجهة نظر كل دولة إزاء البنود المعروضة على جدول أعمال الدورة.
وتقول المصادر "ان الوزير عبيد سيغادر نيويورك مساء الثلاثين من أيلول، ويتوجه الى فرنسا في زيارة قد لا تكون رسمية.
ومهما كان طابعها، إلا ان حصولها يبقى مختلفاً عن اقتصار اللقاء بين الوزير عبيد ونظيره دومينيك دوفيلبان ليتم فقط على هامش أعمال نيويورك، لكن وبسبب تزامن توقيت الزيارة وموعد زيارة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الى العاصمة الفرنسية، فإن ثمة اتصالات تجرى لعدم حصول تضارب في طبيعة كل من الزيارتين، وستتبلور لاحقاً نتيجة هذه الاتصالات.
ومن فرنسا ينتقل عبيد الى الفاتيكان حيث يلتقي البابا يوحنا بولس الثاني، ويغادر بعد ذلك الى موسكو تلبية لدعوة رسمية كررها اليه وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف. وفي الزيارات الثلاث، هناك تركيز لبناني على تطوير العلاقات الثنائية، وعلى عملية السلام في الشرق الأوسط، وضرورة إعادة تنشيط الحوار السياسي في المنطقة، وان لبنان وسوريا يؤيدان استئناف المفاوضات السلمية على مساريهما من النقطة التي توقفت عندها في العام 1996.
وفي منتصف تشرين الأول المقبل، يمثل الوزير عبيد لبنان في مؤتمر دول عدم الانحياز الذي ينعقد في ماليزيا على مستوى وزراء الخارجية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.