8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لبنان والمجلس الانتقالي العراقي

ماذا أبلغ لبنان الولايات المتحدة الأميركية بالنسبة الى طلبها اليه التعامل مع مجلس الحكم الانتقالي في العراق، على نحو ما تطلبه من دول العالم أجمع؟
مصادر ديبلوماسية رفيعة، كشفت أن لبنان أبلغ واشنطن أن ما صدر عن لجنة المتابعة والتحرك العربية في اجتماعها الأخير في الخامس من الشهر الجاري في مقر الجامعة العربية في القاهرة، خصوصاً النقاط الاسترشادية، هي التي تسري على طبيعة الموقف العربي إزاء موضوع مجلس الحكم الانتقالي في العراق، وبالتالي فإن لبنان يلتزم بموقف اللجنة، وهو المعمول به في الوقت الحاضر. كما أبلغ لبنان الدولة العظمى أن هناك اجتماعاً عربياً قريباً، هو الدورة 120 لجامعة الدول العربية التي ستنعقد في 9 و10 أيلول المقبل في مقر الجامعة في القاهرة، وإذا كان هناك من تطوّر جديد في الموقف فسيتخذ في هذا الإطار، لأن تطوّرات الوضع العراقي ستكون بنداً مهماً على جدول الأعمال.
ولاحظت المصادر، أن الطلب الأميركي جاء بعد صدور القرار 1500 عن مجلس الأمن الدولي الذي رحّب بالمجلس الانتقالي العراقي، وحتى الآن الدول العربية أبدت ايجابية وتعاملاً مع المجلس في الواقع، تطبيقاً لما صدر عن لجنة المتابعة.
فلجنة المتابعة اعتبرت أن تأليف المجلس الانتقالي في بغداد هو خطوة ايجابية ومشجعة تمهيداً لقيام نظام جديد وحكومة جديدة، وطالبت اللجنة بأن يتحمل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة مسؤولياتها إزاء القضية العراقية، وأن تنسحب قوات التحالف من العراق، وأن تجرى انتخابات حرة بإشراف الأمم المتحدة تنبثق عنها حكومة تمثل الشعب العراقي بأكمله.
كذلك فإن اللجنة أبدت انفتاحاً على الحوار مع الولايات المتحدة في الموضوع العراقي، على اعتبار أن واشنطن هي صاحبة اليد الطولى في القطر العراقي.
كذلك تضمنت النقاط الاسترشادية الصادرة عن اللجنة، استقبال الشخصيات العراقية. كما أن مطالبتها بدور للأمم المتحدة تهدف الى عودة العراق للعب دوره الدولي، وبسط سيادته على كامل أرضه وثروات، ولتكون لديه حرية التحرك مع الجامعة العربية ومع الأمم المتحدة.
وتؤكد المصادر، أن هناك فرقاً بين التعامل مع المجلس الانتقالي والاعتراف به. فالتعامل معه شيء، والاعتراف به شيء آخر. فضلاً عن أن القانون الدولي ينص على أن الاعتراف يتم بين دولة ودولة، أو بين حكومة وحكومة وليس بين دول ومجلس انتقالي.
من هنا، تضيف المصادر، ومع إبلاغ واشنطن رده على الطلب الأميركي طلب لبنان أن تعمل الإدارة الأميركية على توضيح بعض المسائل إزاء هذا الطلب، ولعل أبرزها مدى هذا التعامل وأسسه وأهدافه وطبيعة هذا المجلس وصلاحياته، ومدى اكتسابه في الأساس صدقية داخلية عراقية، فضلاً عن أن إرسال قوات عربية الى العراق مستبعد في ظل الأوضاع الراهنة.
ولاحظت المصادر، أن هناك تنسيقاً لبنانياً ـ سورياً إزاء الطلب الأميركي ومشاورات بين كل من لبنان وسوريا من جهة وبقية الدول العربية من جهة ثانية، لا سيما الدول الفاعلة والأمين العام للجامعة عمرو موسى للوقوف على ما يتم تداوله حيال الأمر، وما إذا كانت المواقف العربية لا تزال تحت سقف لجنة المتابعة أم أن تطوّرات ما حصلت من الناحية الواقعية.
وتؤكد المصادر، أن القضية العراقية والتعامل الدولي مع المجلس الانتقالي أمر سيفرض نفسه على مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الدورة 58 المقبلة، وعلى اجتماعات 9 و10 أيلول العربية، ويبقى السؤال من سيمثل العراق في هاتين المناسبتين، فهل سيتقرر الإبقاء على التمثيل عبر المندوب الدائم لتلافي أي إحراج، أم سيرحب بتمثيل آخر عبر عضو ما في المجلس الانتقالي؟ إن بلورة هذا الموضوع لا تزال محور المناقشات والمشاورات العربية القائمة على أكثر من مستوى.
ويبدو أن وفد المجلس العراقي حاول خلال زياراته الى الدول العربية إعطاء الانطباع بأنه استقبل لأنه معترف به، أي المجلس، وليس على أساس أنه وفد شخصيات مستقلة. في حين أن الدول العربية حرصت على استقباله من دون تحديد الصيغة والطابع. فتركت التعاطي قائماً من دون الدخول في تفاصيله ولا في حيثياته.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00