8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لبنان وسوريا يرفضانه إذا خصّص لـ "الخارطة"

هل ستشكل الدورة الثامنة والخمسون للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستنعقد في 23 أيلول المقبل فرصة لعقد اجتماع عربي مع المجموعة الرباعية الدولية على هامش أعمالها؟ أم أن مثل هذه اللقاءات غير مطروحة، علماً بأن الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما بين الفلسطينيين وإسرائيل، يمر في مرحلة تدهور أمني، وأن المسارين اللبناني والسوري لا يزالان مجهولين؟
تفيد المصادر الديبلوماسية التي تواكب التحضيرات الدولية لانعقاد دورة الجمعية العامة، أن لا موعد محدداً حتى الآن لاجتماع عربي مع المجموعة الرباعية، لكن ذلك لا ينفي إمكان عقد أي اجتماع، والأمر محتمل ويبقى وارداً، وخصوصاً أن الأسبوعين المقبلين سيشهدان تكثيفاً للاتصالات بين أكثر من طرف غربي وعربي تحضيراً لما قد ينتج عن اللقاءات بين الزعماء الدوليين في الأمم المتحدة في نيويورك. ذلك أن الإجازة الدولية مستمرة حتى نهاية آب الجاري، ولا يبدو من خلال التقارير الديبلوماسية أن ثمة ما يخرق هذه الإجازة لأجل طرح لقاءات في نيويورك.
وأوضحت المصادر أن لبنان وسوريا سيتابعان هذه المسألة ومواضيع النقاش التي قد تطرح في أي لقاء محتمل من هذا النوع.
فلبنان وسوريا، لن يؤيدا عقد اجتماع للطرفين في نيويورك، إذا ما كان عنوان البحث "خارطة الطريق". أما إذا كان عنوان البحث فضية السلام في الشرق الأوسط أو المبادرة العربية للسلام، فالبلدان سيؤكدان مشاركتهما، فعلى هامش أعمال الدورة 57 للمنظمة الدولية العام الماضي عقد اجتماع بين لجنة المبادرة العربية للسلام وبين المجموعة الرباعية وبدلاً من أن تبحث في سبل تنفيذ المبادرة، عرضت على الطرف العربي فكرة إقامة "خارطة الطريق"، والتي تبين بعد ذلك أنها تخص المسار الفلسطيني الإسرائيلي.
الأمر الذي لا يحبذ البلدان تكراره، ويوافقان على مشاورات ولقاءات للبحث في مسيرة السلام والحل الشامل في المنطقة.
ولاحظت المصادر، أن المرحلة الحالية لا تحمل معها احتمال انعقاد اجتماع للمجموعة الرباعية، وأن الموقف الأميركي لا يتضمن في الفترة هذه، حيث التدهور الأمني بين الفلسطينيين وإسرائيل، سوى مزيداً من الضغوط على الجانب الفلسطيني. لذا ترى المصادر أن أي لقاءات عربية محتملة مع المجموعة يفترض أن تعمل لتثبيت الحل الشامل. لأنه بالعودة الى "خارطة الطريق".
يتبين من جراء قراءة دقيقة لمضامينها، أنها خطة منحازة الى إسرائيل، والمطلوب فيها من الفلسطينيين كل شيء، من "وقف العنف"، الى الهدنة الأمنية، الى تفكيك السلاح، وإسرائيل تبلغ الولايات المتحدة أن الحل الوسط كان عبر التوصل الى الهدنة، لكن النص يسمح للإسرائيليين بالحصول على أكثر من هدنة من الفلسطينيين، ألا وهو نزع السلاح وتفكيكه.
كذلك تحاول اسرائيل إقناع الولايات المتحدة، بأن الفلسطينيين هم المسؤولون عن تعثر تنفيذ "خارطة الطريق"، وأنهم لم يحترموا حتى وقف إطلاق النار، في حين أن الخارطة نصت على نزع السلاح وتفكيكه، ووقف العنف. لكن الجانب الفلسطيني، سار في موضوع وقف النار، لعل هذه المرحلة تخلق نوعاً من الدينامية لحل سلمي.
وتطالب المصادر، بأن تتولى أي مرجعية دولية شرح "خارطة الطريق" وتفنيدها بنداً بنداً بصورة علنية وإعلامية. ذلك أن الخريطة "ملغومة" وأي طرف يمكنه خربطتها وتعطيلها، لا سيّما إسرائيل التي تملك في بنود الخريطة مجالات للمناورة بهدف وقف تنفيذها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00