باشرت سوريا رئاستها الدورية لمجلس الامن الدولي قبل ايام، اي منذ اول شهر آب الجاري، والتي ستستمر حتى نهايته. ومما لا شك فيه ان هذا الموقع لسوريا سيكون محط اهتمام ديبلوماسي وسياسي دولي واسع استنادا الى مصادر ديبلوماسية بارزة، ليس فقط من جانب واشنطن، بل ايضاً من جانب دول المنطقة، ودول اقطاب في العالم وأخرى ذات قضايا معروضة على اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ58 المقبلة والتي ستبدأ في 23 ايلول المقبل.
وتؤكد هذه المصادر ان الرئاسة السورية لمجلس الامن ترتب مسؤوليات اضافية مختلفة ومتنوعة، لكنها ليست المرة الاولى التي ترأس فيها سوريا المجلس دورياً بل هي الثانية ولا يتوقع ان يكون شهر آب شهر ازمات كبيرة، لذلك ستؤدي دورها المميز بصورة روتينية عادية وهادئة. لكن في حال حصول عناصر ازمة دولية ما او انعقاد مؤتمر دولي او ممارسات تعسفية في نقطة ما من ارجاء العالم، ليس فقط في الشرق الاوسط، بل مثلاً في افريقيا او في الهند، لن يكون لسوريا موقف المتفرج بل ستسعى الى صون حقوق الشعوب وحمايتها والحفاظ على تنفيذ القرارات الدولية، والعمل باستمرار على تجسيد مرجعية الامم المتحدة في النزاعات ومهمتها الاساسية في حفظ السلم والامن الدوليين.
وتتوقف المصادر عند جملة نقاط تميز الدور السوري في رئاسة مجلس الامن الدولي وهي:
ـ قدرة سوريا على التعاون داخل المجلس مع العديد من التكتلات الدولية الفاعلة، وأبرزها ممثلو منظمة دول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي فضلاً عن دول عربية أخرى قد تكون ممثلة في المجلس لتكتل جغرافي معين فتقوم بتنسيق المواقف وتبادل الآراء خصوصا في حالات عرض أي مشروع على التصويت.
ـ ان السمة الأبرز للدور السوري داخل المجلس وخلال صياغة المشاريع أو عرضها أو إقرارها، مطبوعة بطابع التمسك بالحقوق المشروعة للشعوب وإزالة الاحتلال والتعسف بطريقة متزنة ومتوازنة وهادئة غير بعيدة عن الأداء السوري في المحافل الدولية، حيث التعبير حتمي عن أهمية إحلال السلام في الشرق الأوسط، واحترام دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ـ ان الهدوء الذي يشهده شهر آب في الأمم المتحدة سيتخلله تكثيف الاتصالات بين أعضاء المجلس الدائمين الخمسة، وغير الدائمين، تحضيراً للمواضيع المدرجة على جدول أعمال الدورة الـ58. لذلك فإن الرئاسة السورية للمجلس في آب الشهر الذي سبق شهر انعقاد الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة من شأنه أن يزيد من مسؤوليات سوريا ازاء ما يمكن أن يكون عليه مضامين التقرير السنوي الذي سيقدمه المجلس إلى الدورة 58 بمقتضى الفقرة 3 من المادة 24 من الميثاق، وتنظر الجمعية في هذا التقرير وفقاً للفقرة الأولى من المادة 15. ويدرج تقرير المجلس في جدول الأعمال الموقت للجمعية العامة عملاً بالمادة 13 ب من النظام الداخلي.
يذكر ان الجمعية العامة عموماً تحيط علماً بتقرير المجلس من دون مناقشة. وتقرير المجلس لا بد أن يحوي الطرق والوسائل الكفيلة لتعزيز فاعليته، وفقا لمبادئ الميثاق واحكامه. لكن يرتقب ان يتخذ هذا الموضوع خلال الدورة 58 حيزاً مهماً، خصوصاً في ظل الافكار التي سادت بعد الحرب الاميركية على العراق حول ضرورة اعادة النظر في دور مجلس الامن وإجراء اصلاحات فيه. لذا، فإن تقرير المجلس يعتبر مسألة مهمة، حيث قد تعود الجمعية العامة وتطلب إليه ان يطلعها على ما يفكر فيه من خطوات لتحسين فاعليته وأدائه.
من هنا، فإن هدوء المواقف والقرارات في آب داخل مجلس الامن سيستتبعه كثافة للنشاط في الامم المتحدة حيث ستلي الخطابات الرسمية مناقشات مهمة سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية داخل اللجان الستة، سيكون لسوريا دورها الذي يحمي الثوابت العربية وحقوق الانسان في صياغة القرارات، وانها لن تكون رئيسة للمجلس في ايلول.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.