8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الأولى بعد الحرب على العراق وبدء تنفيذ "الخارطة"

أفادت مصادر ديبلوماسية معنية، ان الدورة العادية الثامنة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة ستنعقد في الثالث والعشرين من شهر أيلول المقبل، وستكون مميزة نظراً الى عوامل أساسية ثلاثة هي:
أولاً: انها الدورة الأولى للمنظمة الدولية بعد الحرب الأميركية والبريطانية على العراق، والمؤثرات الواضحة التي عكستها ظروف قيامها على أسس عمل الشرعية الدولية والاقتراحات الأميركية لإجراء تعديلات على عمل مجلس الأمن الدولي.
ثانياً: انها الدورة الأولى بعد بداية تطبيق "خارطة الطريق" على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي والدفع الأميركي الحاصل في الإصرار على تنفيذها، والذي بدوره يفتح الآفاق أمام الحديث عن إعادة إطلاق المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل.
ثالثاً: مرور سنتين على أحداث 11 أيلول 2001 التي طالت الولايات المتحدة والتي أثرت في قيام تحول جذري في مفاهيم العلاقات الدولية، وقد باتت واشنطن، ومن خلال الأمم المتحدة، في حرب مفتوحة مع الإرهاب الدولي لمكافحته في شتى أنحاء العالم وفي مختلف المجالات.
لذلك، تتوقع المصادر، ان يكون للخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأميركي جورج بوش محطة مهمة ستتجه اليها أنظار العالم لمعرفة التصور الأميركي في هذه المواضيع وآفاقه. وفي الوقت عينه ستكون مناسبة الدورة، فرصة أمام واشنطن لتنتزع من قادة العالم مواقف من هذه المسائل التي تطغى على الأهداف الاستراتيجية في السياسة الخارجية الأميركية، والتي تعتبر الدولة العظمى ان النجاح في أي منها لا بد ان يؤثر ايجاباً في النجاح في الاخرى. كما ان واشنطن ترغب في ان تسمع من قادة الدول أفكارها حول شكل العلاقة بالولايات المتحدة.
وأوضحت المصادر، ان لبنان باشر تحضيراته للمشاركة في الدورة الـ58 للجمعية العامة، إذ انه يعتبر المناسبة فرصة للتعبير أمام أعلى منبر دولي عن ثوابته لحل النزاع العربي الاسرائيلي وضرورة ان يكون الحل عادلاً وشاملاً لكي يكون دائماً، وعن رفضه للحلول المجتزأة وتأكيده لضرورة ان تستكمل اسرائيل انسحابها من الأراضي اللبنانية، أي من مزارع شبعا والنقاط الحدودية الثلاث، ومن الجولان السوري المحتل حتى حدود الرابع من حزيران 1967. كما سيعبر لبنان حرصه على علاقاته الجيدة بالأمم المتحدة باعتبارها المرجعية الدولية الأساسية.
وتؤكد المصادر ان الاجتماعات غير الرسمية التي يرتقب ان تنعقد على هامش أعمال الدورة العادية بين قادة الدول، وبين وزراء الخارجية لا تقل أهمية عن المناقشات التي ستحصل للبنود المدرجة على جدول الأعمال، والتي قد تناهز الـ150 بنداً، ولعل أبرز هذه الاجتماعات تلك التي ستعقد بين القادة والوزراء العرب ووزير الخارجية الأميركي كولن باول والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. والاجتماع الذي يرجح ان تعقده المجموعة الرباعية الدولية لتقويم التطوّرات في مسيرة تنفيذ "خارطة الطريق".
وتكرّس الجمعية العامة في بداية الدورة أسبوعين للمناقشة العامة، يجوز لرؤساء الوفود خلالها الاعراب عن وجهات نظر حكوماتهم في أي بند من البنود المعروضة على الجمعية العامة. ويقدم أنان تقريراً عن أعمال المنظمة، كما يقدم مجلس الأمن تقريره الى الجمعية، وتدرس الجمعية تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وتقرير محكمة العدل الدولية، وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومن أبرز المواضيع التي تدرج على جدول الأعمال: التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الاخرى، مسألة التمثيل العادل في مجلس الأمن وزيادة عدد أعضائه وما يتصل بها، والحالة في الشرق الأوسط، وقضية فلسطين، دور الأمم المتحدة في إقامة نظام انساني عالمي جديد، ومواضيع متعلقة بصون الأمن الدولي ونزع التسلح، ونزع السلاح النووي، خطر الانتشار النووي في الشرق الأوسط، وتعزيز الأمن والتعاون في منطقة البحر المتوسط، اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتكديس الأسلحة البيولوجية والسُّمية وتدميرها، وتعزيز التعاون الاقتصادي الدولي، والقضاء على الفقر، وتعزيز حقوق الانسان وحقوق الطفل وحمايتها وتقويم عمل قوات حفظ السلام في العالم، ودراسة تمويلها، وتعزيز منظومة الأمم المتحدة، والتدابير الرامية الى القضاء على الإرهاب الدولي.
ويشارك في الجمعية الدول الـ185 الأعضاء، وبعد انتهاء المناقشات وكلمات رؤساء الوفود، التي تستمر أسبوعين، تبدأ أعمال اللجان التابعة للجمعية، وهي ست لجان متخصصة بالشؤون السياسية والاقتصادية والقانونية والمالية والاجتماعية ونزع التسلح.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00