تتابع بيروت ودمشق التطورات على خط تطبيق "خارطة الطريق" بين الفلسطينيين وإسرائيل، على الرغم من أنهما ليستا معنيتين بها، إلا أنهما معنيتان من دون شك بالنزاع العربي ـ الإسرائيلي وسبل حله. لذلك تترقب العاصمتان النتائج التي قد يسفر عنها لقاء الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون اليوم، والذي كان سبقه لقاء بين بوش ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس قبل أيام.
المصادر الديبلوماسية البارزة في بيروت تؤكد أن ما ستحققه القمتين الأميركية ـ الفلسطينية والأميركية ـ الإسرائيلية ليس أساسياً ولا يشكل خطوة في اتجاه السلام الشامل في الشرق الأوسط، وإنما من شأنه فقط إعطاء انطباع بوجود تقدم وبثبات الهدنة الأمنية القائمة، وبأن الحل عبر "خارطة الطريق" يسير بجدية.
ويعود السبب لهذه النتيجة المحدودة المتوقعة، إلى أن الفلسطينيين يسيرون بالخارطة بجدية، في حين لا تزال الشكوك تحيط بموقف إسرائيل من الخارطة، وبمدى التزامها بها، وخصوصاً أن شارون استبق توجهه إلى واشنطن للقاء بوش بالإعراب عن رفضه لأي ضغوط، الأمر الذي يقود إلى أكثر من تفسير، لأن هذا الموقف يعني أن إسرائيل ستتباطأ في الالتزام بالخريطة، وقد يصل ذلك إلى أن تأخذ وقتها الذي تراه مناسباً للتفكير في الالتزام، والذي قد يكون غير محدد بمهلة زمنية.
كذلك، تعزو المصادر توقعها تحقيق القمتين لا سيما القمة الأميركية ـ الإسرائيلية تقدماً لكن ليس في جوهر الحل، إلى عدم وضوح الموقف الأميركي من دعوة لبنان وسوريا إلى مؤتمر دولي للسلام ومن إمكان أن تتخذ الإدارة الأميركية موقفاً إيجابياً في شأن إعادة تجديدهما وتركيزهما على الثوابت في أسس الحل وهي قرارات الشرعية الدولية ومؤتمر مدريد للسلام، والمبادرة العربية للسلام، فقط اتضح للبلدين، أن مؤتمراً دولياً مستقلاً، على أسس مؤتمر مدريد لن يعقد، كما أن تجميد العمل بـ"خارطة الطريق" ليتم إدخال تفاصيل المسارين اللبناني والسوري إليها، كذلك لن يحصل. لكن الأجواء الضبابية في شأن سبل إعادة إطلاق المسارين، لا تمنع من أن يسجل البلدان موقفهما، ويعملان على تقويم التطورات في المنطقة بصورة دورية.
وأفادت المصادر أن لبنان يوافق على الدخول في مؤتمر دولي يدعى إليه كل الأطراف المعنيين بالنزاع العربي الإسرائيلي وعلى أساس مؤتمر مدريد والأخذ بالاعتبار النقطة التي وصلت إليها المفاوضات على المسارين قبل أن تتوقف في 1996.
وتشير المصادر إلى أن اهتمام لبنان وسوريا بالتطورات على الخط الفلسطيني ـ الإسرائيلي يكمن في التيقظ لمعرفة الأهداف التي ستصل إليها العملية السلمية على هذا النحو، مع العلم أن المؤتمر الدولي الذي تحدثت عنه "خارطة الطريق" لا يحوي كل التفاصيل، وليس واضحاً بعد ما إذا كانت ستتم دعوة البلدين إلى المشاركة فيه، لأن المؤتمر الدولي بحسب "خارطة الطريق" شيء والمؤتمر الدولي الذي يطالب به لبنان وسوريا شيء آخر.
إلا أن الأكيد استناداً إلى المصادر، هو أن البلدين لن يعارضا المشاركة في مؤتمر دولي إذا ما دعيا إليه، لكن المشاركة في كل الأحوال تتطلب مزيداً من الدرس لاتضاح الشروط التي يفترض أن تتطابق والمبادرة العربية للسلام أولاً، ثم لمعرفة هل ان المؤتمر المدعو إليه هو مؤتمر جديد من نوعه لن يأخذ ما تحقق في السابق، وهل هو نسخة عن مؤتمر مدريد أم أنه لن يكون لمدريد أي علاقة به. هنا هي المسألة، فالخارطة تحدثت في المؤتمر المنشود والتي تضمنته عن مدريد كأساس، لكن الأمر يلزمه وضوح وتحصين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.