لاحظت مصادر ديبلوماسية عربية، أن أي اجتماع عربي رسمي على مستوى وزراء الخارجية لن يعقد خلال المدى المنظور، وأن لا اجتماعات قبل انعقاد الدورة 120 لجامعة الدول العربية في 9 و10 أيلول المقبل في مقر الجامعة في القاهرة.
وأوضحت المصادر أن الدول العربية، كما الرئاسة البحرينية للقمة العربية، لا ترى أن ثمة ضرورات تستوجب عقد اجتماعات عاجلة، ففي الموضوع العراقي هناك انتظار لكيفية أداء مجلس الحكم العراقي الذي شكّلته الولايات المتحدة في بغداد، على الرغم من التفاوت في المواقف العربية المنفردة إزاءه، فهناك من رحب بتشكيله بتحفظ، وآخرون رحبوا بلا تحفظ، ودول كانت تفضل حصول انتخاب وليس تعييناً، وآخرون ينظرون اليه بمعايير مدى تمثيله للشعب، وبقدر ما يكسب شرعية ويحقق من خطوات لاستعادة السيادة على كامل الأراضي العراقية.
اما بالنسبة الى الموضوع الفلسطيني، فإن الدول العربية ستقدم تقويمها لما يحصل على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي وتطبيق "خارطة الطريق" خلال اجتماع الجامعة المرتقب، إذ إن موضوع فلسطين هو أحد البنود الدائمة على جدول الأعمال.
وتشير المصادر الى أن لا حدث استثنائياً في هذا الصدد يستوجب اجتماعاً طارئاً أو آخر للجنة المتابعة للنظر في الأمر ما دامت هناك موافقة عربية على إعطاء الفرصة الكبيرة أمام تطبيق "الخارطة".
وتؤكد المصادر، أن الاتصالات العربية العربية القائمة لا تتضمن أي مقترحات لانعقاد لجنة المبادرة العربية، التي لم تنعقد بعد في ظل رئاسة البحرين للقمة التي انطلقت في آذار الماضي. وتضيف أن حصول اجتماع للجنة المتابعة والتحرك العربية، عشية التئام الدورة 120 ليس حتمياً لأن التركيز في ذلك سيكون على متابعة المقررات التي اتخذت في القمة الأخيرة، وأسلوب عمل اللجنة ونظامها، في حين أن التطوّرات قبيل عقد الجامعة تستوجب اجتماعاً وزارياً شاملاً ومغلقاً عشية انعقاد الدورة. إلا أن حصول أي تحرك للجنة المبادرة لا يزال مرتبطاً بالظروف في المنطقة، وخصوصاً أن التحرك الحاصل هو لتنفيذ "خارطة الطريق" وليس أي خطة أخرى.
ومن المقرر أن يسبق اجتماع الدورة 120 اجتماع تحضيري على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في الجامعة ينعقد على مدى يومي 7 و8 أيلول.
وأشارت المصادر الى أنه بات عرفاً أن تنعقد دورة الجامعة في أيلول في توقيت يسبق انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستلتئم في أول ثلاثاء بعد 15 أيلول المقبل، إذ يشارك العرب في الجمعية بعد تنسيق مواقفهم من خلال دورة الجامعة. لكن ينتظر أن يتكثف هذا التنسيق من خلال اجتماع وزاري عربي على هامش أعمال الأمم المتحدة في نيويورك، ويستتبعه اجتماع تنسيقي أشمل عبر التئام وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي على هامش أعمال نيويورك أيضاً، ومن ثم اجتماع تنسيقي أشمل على مستوى وزراء خارجية دول منظمة عدم الانحياز. وكل ذلك يخصص للتشاور وتنسيق المواقف حيال القضايا المطروحة على جدول أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية.
وفي كل الأحوال ستعيد الدورة 120 للجامعة تأكيد الثوابت العربية لحل النزاع العربي الإسرائيلي، والمبادرة العربية للسلام، ومقررات مؤتمر مدريد وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالشرق الأوسط. كما ستتخذ موقفاً من التطوّرات العراقية وسبل التعامل مع مجلس الحكم الجديد هناك.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.