8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

إعادة الانتشار "ليست رضوخاً" والمشهد سيتكرر كل 6 أشهر

تتفاوت التفسيرات التي تطلقها أكثر من جهة وعلى أكثر من مستوى، حول إعادة انتشار القوات السورية في لبنان. ومن بين هذه التفسيرات ما هو متعلق بالتنسيق اللبناني ـ السوري، أي بالوضع الداخلي، وأخرى متعلقة بالمناخ الدولي الذي تلف مؤثراته العالم ومنطقة الشرق الأوسط.
مصدر وزاري، يقول ان التفسير الوحيد الذي يمكن اعطاؤه لعملية إعادة الانتشار هو انها مسألة أمنية بحتة بين لبنان وسوريا، لا علاقة لحصولها بأي تطورات اقليمية ودولية.
ويؤكد المصدر، ان بين البلدين تفاهماً وتنسيقاً أمنياً عميقاً جداً، لا بد انه أعمق بكثير مما يعتقده البعض. لافتاً، الى أن إعادة الانتشار هي ليست انسحاباً من لبنان.
وتوقع المصدر مرحلة جديدة من إعادة الانتشار كل ستة أشهر تقريباً. ولاحظ ان جواً إيجابياً يسود الوضع الداخلي اللبناني لا سيما ما يصدر عن معارضي الوجود السوري الداعين دوماً الى ضرورة تطبيق اتفاق الطائف في هذا الشأن، وهم بعيدون عن الأجواء المشحونة ازاء موضوع الوجود السوري في لبنان على غرار نمط المطالبة بالانسحاب السوري من خلال التظاهرات التي حصلت في آب الماضي. مشيراً في الاطار نفسه الى ان البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير لم يبد أي تعليق على هذه المسألة، كما أن مواقف اقطاب قرنة شهوان تبدي إيجابية، أكثر مما تقارب المسألة، على سبيل الرضوخ لضغوط ما. لذلك، يعول المصدر على الاجواء الايجابية الداخلية التي تواكب إعادة الانتشار، مشدداً على أن المسألة تتم بناء على اتفاق مسبق بين الدولتين، وليس لها أي علاقة بالأفكار الأميركية التي نقلها وزير الخارجية كولن باول الى كل من سوريا ولبنان في زيارته الى بلدين مطلع أيار الماضي، والتي تضمنت مسألة الانسحاب السوري من لبنان.
والدليل على عدم علاقتها بالأفكار الأميركية المعروضة يتابع المصدر، هو حصول عملية اعادة انتشار سوري قبيل الزيارة في نيسان الماضي وقبل ذلك على مراحل مختلفة خلال السنوات السابقة. كما لفت المصدر الى عدم علاقتها أيضاً بما أشيع بعد اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية العماد اميل لحود والبطريرك الماروني بالنسبة الى مسألة الوجود السوري في لنبان.
غير أن المصدر لم يسقط من حساباته انعكاسات اعادة الانتشار على الأفكار الأميركية في شأن هذا الوجود السوري في لبنان. اذ ان النتيجة تنفع الأفكار المعروضة لكن الحدث في حد ذاته ليس رضوخاً لمطلب أو تلبية له أو استجابة لكن لا شك أنه يرسل إشارات واضحة.
ويتوقع المصدر ردود فعل من أكثر من طرف غربي وأوروبي ويبقى الأبرز فيها الموقف الأميركي الذي "يدقق" في المسألة لكن بأسلوب ترحيبي، مع أن المصدر يتوقع أن يتم تأجيل البحث في مشروع محاسبة سوريا المعروض على الكونغرس الأميركي الى أيلول المقبل.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00