8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

إيفانوف في بيروت: "نيّات" سلمية برسم .. البحث

تكتسب زيارة وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف، بيروت الأربعاء المقبل في اطار جولته في المنطقة، أهميةً خاصة، في ظل المسعى الروسي الدائم الى الاطلاع على تفاصيل تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، وقدرة الديبلوماسية الروسية على تجميع المعلومات فوراً حول آخر الأفكار المطروحة، وتبادل الرأي مع الدول المعنية في المنطقة، وطرح المبادرات لحلول وسط في شأنها.
وفي هذا الاطار، تؤكد مصادر ديبلوماسية معنية بزيارة الوزير ايفانوف، ان رئيس الديبلوماسية الروسية يحمل الى بيروت افكاراً في سبل إعادة إطلاق المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل، وربط هذين المسارين بـ"خارطة الطريق"، انطلاقاً من أن روسيا تقف دوماً الى جانب الحل الشامل والعادل والدائم، وهي تاليا مع اعادة تحريك المسارين اللبناني والسوري، وعدم تركهما يتأخران كثيراً عن المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي.
وتقول المصادر، ان ايفانوف يرى ان ربط المسارين بـ"الخارطة" ممكن، نظراً الى ما تتضمنه من نقاط يستفاد منها لإحداث هذا الربط: الأولى تتمثل في ما تناولته "الخارطة" حول المؤتمر الدولي في شباط 2004، ويضم كل الدول المعنية بالنزاع العربي ـ الاسرائيلي والدول الأخرى المهتمة بإرساء السلام، ولا سيما لبنان وسوريا.
وثمة ناحية أخرى في "الخارطة"، هي ما جاءت على ذكره بالنسبة الى اطلاق المسارين اللبناني والسوري في سطر ونصف سطر، وناحية ثالثة، يمكن الاستفادة منها هي ذكر "الخارطة" للمبادرة العربية للسلام. هذه النقاط الثلاث تجدها موسكو ايجابية ويمكن البناء عليها لوضع ملحق لـ"الخارطة"، يشمل المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل، ويتمكن اذا اتفِق حول ذلك في المجموعة الرباعية وبإيجابية من واشنطن، ان يؤخذ موقف لبنان وسوريا عند اعدادها للوقوف على ثوابتهما بالنسبة الى الحل، وكذلك موقف اسرائيل.
وفي نظر موسكو، ان الحاق الخارطة، بورقة أو ملحق أو ما قد يسمى لاحقاً أية صفة يعتبر حلاً وسطاً تعمل له الديبلوماسية الروسية، مع استبعادها لاحداث تعديل في "خارطة الطريق" لأكثر من سبب، واستبعادها أيضاً ان توافق الولايات المتحدة على "خارطة" مستقلة للمسارين اللبناني والسوري. وأسباب الاستبعادين لا بد انها تتعلق بما يتوقع ان تضعه اسرائيل من شروط جديدة، وعقبات يلزم لتذليلها وقت طويل، توصلا الى نتيجة، وعلى غرار ما مرت فيه "خارطة الطريق" من مراحل صعبة. لذا فإن هدف الافكار التي سينقلها ايفانوف هو التوصل الى الحل الشامل، والابتعاد عن الحل الجزئي. ويبدو ان روسيا لن تتخلى عن هذه القناعة.
غير أن ايفانوف سيسمع في بيروت عن اهتمام المسؤولين اللبنانيين بتوسيع "خارطة الطريق" لكي تشمل التفاصيل على المسارين اللبناني والسوري، لأن ثمة نقاطاً تتعلق بالقدس واللاجئين، وتحرير أراضي 1967 تشكل مسائل مشتركة لكل المسارات فضلاً عن تحرير الجولان السوري حتى حدود الرابع من حزيران 1967، واستكمال اسرائيل انسحابها من الأراضي اللبنانية، أي من مزارع شبعا والنقاط الحدودية الثلاث حتى الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً، وكل ذلك يحتاج الى تحديد للتفاصيل في أي اضافة أو توسيع لـ"الخارطة".
فضلاً عن ذلك، سيبلغ لبنان رئيس الديبلوماسية الروسية، ان معاودة التفاوض على المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل، يجب أن يكون من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات في العام 1996، وسيبلغه أيضاً أن أية تفاصيل تتعلق بالتفاوض على المسارين يفترض أن تتطابق ومقتضيات المبادرة العربية للسلام، ومؤتمر مدريد، والقرارات الدولية ذات الصلة، واستكمال تنفيذ القرار 425، وتطبيق القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاضي بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.
ويرتقب ان يتبلغ لبنان من ايفانوف، ما اذا كان حدد موعد جديد لاجتماع المجموعة الرباعية الدولية لمتابعة تنفيذ "خارطة الطريق" على المسار الفلسطيني الاسرائيلي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00