8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

متى يلتحق سفراء "تشكيلات الأمر الواقع"؟

تكثّف وزارة الخارجية والمغتربين استعداداتها لمواكبة مرحلة ما بعد إقرار التشكيلات والمناقلات الديبلوماسية، خصوصاً أن تحرك 51 سفيراً بين لبنان والخارج من جهة وبين العواصم في العالم من جهة ثانية، أو من الخارج يحدث خضة واسعة في الأداء الديبلوماسي اللبناني. كما أن هذا العدد يشمل معظم السفارات في الخارج والتي يبلغ مجموعها 68 سفارة وقنصلية عامة.
وأوضحت المصادر الديبلوماسية المعنية، ان الوزارة ستعمل فور تسلّمها رسمياً قرار مجلس الوزراء في شأن التشكيلات والمناقلات الديبلوماسية، خلال الساعات المقبلة، الى إرسال كتب الى سفاراتها في الخارج والتي تتناولها التشكيلات لكي تطلب بدورها من حكومات الدول حيث هي، الموافقة على تعيين السفير الجديد، بعد إرفاق الطلب بسيرته الذاتية. والجواب يفترض ان يتم إبلاغ لبنان به، في فترة ما بين 15 يوماً وثلاثة أشهر من تاريخ تقديم طلب الموافقة.
وتشير المصادر، الى أن الدول تسلك عادة طريق "المعاملة بالمثل"، في توقيت رد الجواب والموافقة. ومعظم الدول تأخذ الأمر بالجدية اللازمة وتعمد الى الاستفسار عن السفير المعيّن بشتى الوسائل، إن عبر سفارة البلد في بيروت، أو عبر سفارته في الدول حيث كان السفير معتمداً قبل ذلك. ويقدمون الجواب نتيجة لذلك. وهناك حالات عدة، تمر الأشهر الثلاثة، ولا تبلغ الدولة طالبة الموافقة بأي جواب، الأمر الذي يعني ان الدول في حالات الرفض لا تقدم جواباً، وان عدم الجواب هو جواب في حد ذاته لتلافي حصول أزمة.
لكن عندما يتبلغ لبنان الموافقة على اعتماد سفيره المعيّن تبدأ الإدارة إعداد مرسوم النقل والتعيين بناء على قرار مجلس الوزراء في هذا الشأن، وبناء على موافقة الدولة ويوقعه وزير الخارجية والمغتربين ووزير المال، ورئيس مجلس الوزراء، ثم رئيس الجمهورية، ويتم اعداد كتاب الاعتماد على أساس صيغة تتناسب وطبيعة النظام في الدولة التي سيعتمد لديها، ويعلن اسم السفير رسمياً ليتمكن من تسلّم منصبه.
وقالت المصادر، ان لا نيّة للبنان حالياً بإرسال ديبلوماسي الى السفارة اللبنانية في العراق، وإلا لكانت التشكيلات شملت هذه السفارة. والسبب في ذلك يعود الى أن الوضع في العراق لا يزال غير محسوم، ولا يرغب لبنان في القيام بسابقة في الاعتراف بالاحتلال والتعاطي مع قوة الأمر الواقع.
ومما لا شك فيه ان المصادر تؤكد، ضرورة ان يصار الى اجراء تشكيلات ديبلوماسية كل سنة، حيث يظهر بعد هذه السنة من سيحال على التقاعد، ومن تكون قد انتهت مدته في بلد ما، ومن يفترض بتّ طلب نقله، ذلك ان التشكيلات الحالية التي تناولت 51 سفيراً دفعة واحدة، لا بد أنها تشكل خضة واسعة في تحرك هؤلاء لاستلام مراكزهم الجديدة، إذ سيعاني هذا العدد من السفارات والبعثات فترة شغور حتمية، لأن عوامل عدة تحكم ملأها، وهي ضرورة ان يقفل السفير القديم مهمته ويودع المسؤولين حيث هو معتمد والانتقال الى مكان آخر، ويفترض بسلفه القيام بالمهمة ذاتها. وقد يتأثر تسريع الاستلام للمراكز الجديدة موضوع الإجازات الصيفية، حيث معظم الدول في العالم تعتبر شهر آب شهر غياب وقلة نشاط بسبب هذه الإجازات.
من هنا، تلفت المصادر، أهمية عدم التأخير في اجراء التشكيلات تلافياً لتراكم المراكز الشاغرة، وما ينجم عن إعادة ملئها لاحقاً من ارتباك في التمثيل في الخارج.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00