يترقب لبنان، باهتمام كبير، مرحلة ما بعد اجتماع المجموعة الرباعية الدولية في الأردن أول من أمس، وقد عُدّ هذا الاجتماع، محطة مفصلية أعطت الضوء الأخضر للبحث الجادّ في المسارين اللبناني والسوري، وأوضحت الاتجاه الأميركي في هذا الشأن في ظل ما طرحه الأوروبيون كما الروس وكلاهما كان يصر على ضرورة تحديد أفق للمسارين.
المصادر الديبلوماسية المعنية، كشفت ان هدف التوجه الأميركي في مسألة إقرار وزير الخارجية الأميركي كولن باول بمشاركة لبنان وسوريا في السلام الشامل، ان يشارك البلدان في أول مؤتمر دولي يعقد في شباط 2004 وفقاً لـ"خارطة الطريق" على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي، أي ان دور البلدين سيكون في المرحلة الثانية ولن تكون لمساريهما مع اسرائيل "خارطة" مستقلة. وكان هذا حلاً وسطاً بين خِيارين: إما خارطة مستقلة لهما، وإما جعلهما ينتظران حتى الفراغ من المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي. وهذه الحالة رفعت اسهم إدخالهما في الخريطة القائمة، وتراجع حظوظ إنشاء خارطة مستقلة للحل على المسارين المذكورين.
وأوضحت المصادر، ان لبنان سجل ارتياحاً لا بأس به لما عبرت عنه التقارير الديبلوماسية الواردة حول اجتماع "الرباعية"، ولاسيما ما تضمنته من جِدّية وايجابية عبرت عنهما الإدارة الأميركية في دعمها الحقيقي للسلام الشامل والزخم الذي ستعطيه لهذا الملف. وثمة مواقف لبنانية من هذه الجدية، للفت واشنطن الى ما يأتي:
1 ـ ضرورة احترام التواريخ، والتوقيت الزمني الذي يعتمد لاشراك البلدين في السلام، وخصوصاً انه وضعت في السابق العديد من التواريخ اعترضتها معوقات أدت الى نسفها، مما يفترض العمل لتجنب حصوله مجدداً حفاظاً على صدقية المساعي في تحقيق السلام.
2 ـ ان لبنان يقول ان النزاع في المنطقة هو نزاع عربي ـ اسرائيلي، لا فلسطيني ـ اسرائيلي، لذا يفترض ان يسوّى بالحل الشامل والعادل الذي يصير دائماً إذا توافرت فيه مواصفات الشمولية والعدالة، وان يشمل المسارين اللبناني والسوري، وان يحفظ الحقوق العربية وفقاً للمبادرة العربية للسلام.
3 ـ ان لبنان وسوريا ايضاً لن يعارضا ما يقبله الفلسطينيون حلاً، على مسارهم مع اسرائيل، لكن موقفهما ثابت في موضوع اللاجئين ورفض التوطين.
وتؤكد المصادر، انه في ظل الايجابية الأميركية التي تجلت في اجتماع "الرباعية" بشأن المسارين اللبناني والسوري، ستُحدّد سبل وآفاق التحرك الأوروبي على هذا الصعيد، وتتوقع ان تشهد المنطقة مجددا تحركاً أوروبياً لإطلاق الأفكار حول مشاركة البلدين في المؤتمر الدولي المرتقب.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.