8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مصير المسارين اللبناني والسوري.. يتحدّد الأحد

ما هي الأجواء الديبلوماسية لدى الأطراف المعنية بفكرة إعادة تفعيل المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل، وما النتيجة التي توصلت إليها الاتصالات الديبلوماسية قبيل ايام من انعقاد اجتماع المجموعة الرباعية الاحد المقبل في هذا الصدد؟.
تؤكد مصادر ديبلوماسية بارزة ان ما يجمع عليه الأطراف الدوليون، ما عدا الولايات المتحدة، هو وجوب بذل جهود حثيثة لاقناع الاميركيين بالموافقة على دعم هذه الفكرة وتفعيلها، وان الاتصالات بين أركان المجموعة الرباعية الثلاثة تتكثف في الساعات الفاصلة عن الاجتماع لبلورة موقف اميركي أكثر ايجابية من هذه المسألة. وتعتقد هذه الأطراف انها اذا ما أفلحت في ذلك، فسيكون التوازن بين الطلبات اللبنانية والسورية والاسرائيلية هو المناخ الذي سيحكم أية مبادرة جديدة.
وبنتيجة لما ينقله المسؤولون الدوليون والموفدون الخاصون إلى المنطقة يمكن تحديد ثلاثة مواقف مما هو مطروح بالنسبة إلى تفعيل المسارين اللبناني والسوري، استنادا إلى المصادر الديبلوماسية نفسها، وذلك كالآتي:
اولاً: ضرورة وضع "خارطة طريق" لبنانية ـ سورية ـ اسرائيلية، يكون من حسناتها عدم اهمال المسارين اللبناني والسوري، وعدم ارغامهما على الانتظار ريثما ينتهي تطبيق كل التفاصيل التي سيلحظها السلام على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي. وعدم الاهمال هذا، يكمن في المباشرة بالمفاوضات، التي يؤمل ان تكون على اساس المبادرة العربية للسلام، بمعنى صياغة "خارطة" تظهر ما يتوجب على كل الاطراف القيام به، وليس فقط الطرف العربي، خصوصا استكمال الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني، اي من مزارع شبعا والنقاط الحدودية الثلاث، والانسحاب الاسرائيلي من الجولان السوري حتى خط الرابع من حزيران 1967، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين استناداً إلى حق العودة وفق القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة. وهذا المسعى يعتبر مشروعاً ولا سيما لدى اكثر من تميل اليه فرنسا، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.
ثانياً: الموقف الاميركي الذي لا يزال، على الرغم من الرغبة الدولية بتحريك المسارين المذكورين، يعمل على اساس ان لا لزوم لخارطة طريق جديدة للبنان وسوريا، وان دور هذين البلدين يأتي في المرحلة الاخيرة من السلام، وان الخريطة الحالية تلحظ نقاطاً تتعلق بهما.
ثالثاً: يقول اصحاب هذا الموقف ان لا لزوم "لخارطة طريق" لبنانية ـ سورية ـ اسرائيلية مستقلة. انما يجب تقديم الحل على المسارين اللبناني والسوري وبحثه في اول مؤتمر دولي يرتقب ان يعقد، مما يعني ان البحث في هذين المسارين يأتي في المرحلة الثانية من خارطة الطريق الموجودة، اي في شباط 2004. وهذا الموقف تميل اليه روسيا الاتحادية ولا يعني ذلك انها تعارض وضع خارطة جديدة، انما اذا ما تم تقديم موعد البحث في المسارين بجدية، فقد لا يكون هناك لزوم لخارطة مستقلة.
اما بالنسبة إلى تفاصيل الحل على المسارين، وهي غير واردة في الخارطة الموضوعة، فهي تتضمن فقط عبارة متعلقة بالمسارين، تؤكد المصادر، ان التفاصيل سيتم بحثها في اطار المفاوضات الثنائية، حتى ان خارطة الطريق المخصصة للمسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي لا تتضمن كل التفاصيل السياسية، وانما اجراءات امنية واصلاحات مطلوبة وانتخابات. اما التفاوض المطلوب فلا تلحظ الخارطة مضامينه الشاملة، التي ستنتظر التفاوض العملي لكي تبحث في الواقع.
واستبعدت المصادر، ان يتم تفعيل اية فكرة تتعلق باحياء المسارين اللبناني والسوري من دون ان تتبناها المجموعة الرباعية الدولية. وهذا الامر يرتبط مباشرة بالدعم الاميركي لها والزخم الذي ستمنحه اياها الدولة العظمى وبأي شكل، لذلك لن يعمل الروس مع الاوروبيين منفردين في هذا الاتجاه، فالعمل المطلوب تكاملي.
وتترقب المصادر، ان يكون اجتماع المجموعة الرباعية الاحد المقبل على مستوى وزراء الخارجية في الاردن، مناسبة لتحديد الموقف الاميركي من مسألة تفعيل المسارين اللبناني والسوري اذ سيطرح الجانبان الاوروبي والروسي هذه المسألة، ومن غير الواضح بعد ما سيكون الجواب الاميركي حول هذا الموضوع، فان كان سلباً، فان الفكرة ستبقى تراوح مكانها اوروبياً وروسياً. اما اذا وافق الجانب الاميركي عندئذ يعتبر الامر انتقالاً جوهرياً إلى بحث السلام الشامل.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00